السلطات الصينية تمنع صيام رمضان أو القيام بالشعائر الدينية عشرين ركعة "تراويح".. والمأكولات والحلويات.. والجو الأسري.. أبرز عادات الصينين في رمضان يختلف عادة شهر رمضان الكريم في الصين عن باقي دول العالم، ولكن يبدو هذا الاختلاف جلياً هذا العام، وذلك عقب صدور قرار من السلطات الصينية بمنع مسلمي اقليم "سنجان"، ذي الحكم الذاتي لقومية الايغور، من الصيام في شهر رمضان، محذرة المسلمين الذين يعملون في المدارس والمؤسسات الحكومية من الصوم او القيام بعبادات مشابهة خلال هذا الشهر. شهر رمضان يسمى في الصين"باتشاي"، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 20 مليون مسلم، يتركزون في شمال غربي الصين، وتحيط بالمساجد، المطاعم الإسلامية، التي تنشط في رمضان، وتقدم الوجبات الشرقية، الشامية، والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول، لأنهم لا يستعملوا الدهون في الأكل، وتتميز ليالي رمضان بالصلاة في المساجد وخاصة صلاة التراويح. وينقسم المجتمع الإسلامي الصيني فى رمضان، إلى قسمين: يشمل القسم الأول على المناطق ذات التجمع الانفرادي للمسلمين، أو الذين يشكلون أغلبية سكانية، وهذا يشمل منطقة نينغشيا، ذاتية الحكم ذات الأغلبية السكانية من قوميه الهوى، وهى إحدى ال56 قومية التي تتكون منها الصين، وهي أكبر القوميات المسلمة العشر في الصين، إضافة إلى منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية من قومية الويغورية المسلمة ذات الحكم الذاتي المستقل. وتتميز هذه المناطق بأن صوم رمضان يكون إلزاميًا منذ مراحل العمر المبكرة، فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر، ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع. ويستعد المسلمون في هذه المناطق لشهر رمضان، اقتصاديا، بجمع الموال لشراء المستلزمات، واجتماعيا، عن طريق جمع شمل الأسرة، أما عن الأغنياء، فينفقون بسخاء، ويعطون فقراء المسلمين، وتمتلئ المساجد بالموائد الرمضانية الغنية، بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد، يحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات، حتى يشارك إخوانه، ويستمتع بتناول الإفطار بينهم، ومن ثم ينصرف المسلمون إلى صلاة التراويح والتهجد، وذلك فضلاً عن الدروس الدينية، التى يلقيها الأئمة في المساجد. وعن القسم الثاني، فهم تلك المناطق التي يشكل فيها المسلمون أعدادًا لا بأس بها، تصل إلى عشرات الآلاف، وهنا يكون الجو الرمضاني أقل حيوية من النوع الأول. وتمتلىء مساجد الأقاليم الإسلامية بالمصلين، وتمتلئ البيوت بالحلوى الخاصة، وتقام حلقات الدرس التي يقدم فيها أئمة المساجد الدروس للمسلمين، وخاصة تلك التي تتعلق بالصوم وآدابه، وتوجَد كذلك في مناطق المسلمين المقاصف والمطابخ الإسلامية، وتقدَّم الكعك والحلويات التقليدية. وعند وقت الإفطار، يأكل المسلمون الصينيون أولا ً قليلاً من التمر والحلوى، ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة. ويصلي المسلمون في الصين صلاة التراويح عشرين ركعة، ويحرص مسلمو الصين على أداء الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر. وعلى الجانب الأخر، وبعيداً عن العادات والتقاليد، لم يكن قرار منع صوم المسلمين داخل الصين، هو الأول، لأنه طبق على فترات متقطعة خلال السنوات السابقة ضمن الإجراءات المشددة التي تصدرها السلطات الصينية لقمع المسلمين، كما تم منع مسلمي منطقة "شينغيانغ" االذين تبلغ نسبتهم 45 %، من إقامة الشعائر، ويمنع منعًا باتا أي شخص من الصيام، وأداء الصلوات اليومية في المساجد.