زينت بنت جحش، ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمها أميمة بنت عبد المطلب وكان اسمها قبل زواجها من النبي "برة" وبعد زواجهما أسماها الرسول زينب، كانت زوجة لزيد بن حارثة ولم تكن ترغب في الزواج منه، لكنها رضخت لقضاء الله ورسوله وقبلت. وعندما أحس زيد نفور زينب منه، ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض عليه أن يطلقها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: "ما لك يا زيد هل رابك منها شئ؟ فرد زيد أنها تتعظم عليه لشرفها، وأن فيها كبرا تؤذيه بلسانها، وتم الطلاق وعندما انقضت شهور عدتها وعرض الرسول خطبته منها، أخذت تعكف وتصلي وتنتظر أمرها من السماء، ونزلت الآية الكريمة {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا }. وكان فخر لها أن زواجها تم بأمر من الله عز وجل، فكانت تقول لقريناتها "زوجكن أهليكن وزوجني الله من فوق عرشه"، وكانت تقية فكانت تقضي نهارها في محرابها وتقوم الليل إلا قليلا، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها "أواهه" أي متضرعة خاشعة لله عز وجل، وكانت كريمة اليد صانعة تدبغ وتخرز وتتصدق منها في سبيل الله. فنقل علماء الأحاديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "كانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم- يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم"، وعن مكانتها قيل عن عائشة رضي الله عنها "كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب، أتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة". توفيت السيدة زينب رضي الله عنها في العام ال20 من الهجرة وعمرها ثلاث وخمسون سنة، فحتى آخر لحظاتها حرصت على التصدق فقالت "إني قد أعددت كفني وإن عمر أمير المؤمنين سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوقي إزاري فافعلوا". وصلى عليها الفاروق عمر بن الخطاب وشيعت إلى البقيع وكانت أول من مات من نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده.