أقصد بالشاب التوكتوكي هنا من يقود المركبة الصغيرة التي تتزحلق بين السيارات والمارة في الشارع بحركات فهلونية جهنمية مجهوله المصدر لأن المركبة لا تحمل أي عنوان أو أرقام سوى بعض العبارات السوقية التي تعبر عن حال الشباب المصري والمتدهورة حالته. والتوكتوكي له صفات وعلامات مميزة وهي بعض علامات الجروح القطعية في الوجه والجبين وبعض الخرابيش الناتجة عن المعارك التي يخوضها هؤلاء وهم غائبين عن وعيهم من جراء الكيمياء وحبوب الهلوسة التي هي وقودهم لكي لا يشعروا بأي نوع من أنواع الألم مثل الترامادول والتراماجاك وكل الأدوية المندرجة في جدول المخدرات يتناولونها ولا يبالوا من أجل تخدير الدماغ والقيام بكل ما هو منافي للعقل والأخلاق والذوق والسلوك المجتمعي السليم. وينتشر «عفاريت الأسفلت» كما يحب أن يطلقوا على أنفسهم في المناطق الشعبية والحواري الضيقة ومن أسباب تواجدهم العشوائية والإهمال الرقابي المروري والأمني، وذلك لأن الكثير من جرائم النفس تُرتكب عن طريق هذه المركبة الصغيرة التي لا تحمل أي أرقام او ترخيص لكي تسير بالمواطنين في الشوارع. فالتوكتوكي لا يبالي من رجال الشرطة او القانون بل يضربون به عرض الحائط ومن الممكن بعد ان يخدروا أنفسهم يجولون في الشوارع بحثاً عن أمرأة يخطفونها ويتحرشون بها وكل ذلك تحت تأثير المخدر، وفي الآونة الآخيرة سمعنا عن كثير من حالات الخطف والإغتصاب وكان التوكتوك هو الوسيلة المستخدمة لنقل الضحايا الي الزراعات او الأماكن النائية من أجل التمكن من الهدف وقتل كل وسائل إنقاذه. ودليل على العشوائية الكارثية هي تشجيع بعض السياسيين لهؤلاء التوكتوكيين ان يمارسوا عملهم وللأسف أعترف بهم ووجه لهم التحية.. أقصد الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي الي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وذلك أضاف جزء من قانونية وجودهم ولكن المعزول للأسف لم يطرح تشريع لتواجدهم وترخيص مركباتهم لكي يصبحوا تحت أنظار القانون ويدفعون ضريبة مثلهم مثل السيارات العادية. ويظل سائق التوكتوك مسلح بأحدث الأسلحة لكي يدافع عن نفسه إذا ما إصتدم بسيارة ملاكي او ميكرو باص منها المطوا قرن الغزال، أو فرد الخرطوش او ما يطلق عليها المقروطة أو سنجة أو سُمك، وكل هذا التسليح يستخدم في المعارك التي يخوضها التوكتوكي مع المارة، والمهم في ذلك أنهم لا يخشون الشرطة والتفتيش لأنهم يعلمون جيداً أن لا يوجد من يحرك ساكناً من أجل مواجهتهم ونزع هذه الأسلحه منهم وفرض وضبط الأمن بالشارع. ويظل السؤال هنا من هو سائق التوكتوك، فهناك نوعان من السائقين النوع الأول هو من يحمل كل الصفات السلبية الإجرامية سالفة الذكر، وهو الشباب العاطل عن العمل الذي يأخذ من النواصي مقعد له ويتناول المخدرات وغير مرغوب إجتماعياً مرفوض نظراً لسلوكة وفظاظه أفعالة وألفاظة، ومن ثم يتجه إلى وكر المافيا والإجرام ويستأجر توكتوك من أجل جمع بعض المال بعد عدة ساعات من العمل والمشاكسه مع المارة والسيارات. أما النوع الثاني هو للأسف شباب خريج جامعات ولكن دهسهم قطار البطالة والمحسوبية والواسطة ولذلك لم يجدوا اي مجال يعملون به سوى قيادة المركبة المخالفة قانونيا وتحمّل المشاكل والمخاطر من أجل أن لا يطلق عليه لقب عاطل عن العمل، وفي الحقيقة يجب أن نحيي كل من يريد ان يعمل عملاً شريفاً لمساعدة نفسه وأسرته. ومن الأضرار الجسمانية للتوك توك هو أنه يجعل المواطنين كسالى ويفضلون أن يأخذوا التوك توك فضلاً عن ممارسة رياضة المشي من أجل تحريك الدورة الدموية والإستفادة من ممارسة النشاط، وعلى الحكومة أن تنظر الي سائقي المناطق العشوائية هذه الفزاعة الهندية التي أمطرت الأسواق والشوارع المصرية ومازالت تهدد المواطنين والحكومة لا تبالي.