ضرورة قياس مستويات السكر في الدم بدقة أثناء الصيام السكر يسبب 12% من حالات العمى سنوياً في العالم الحفاظ على مستوى السكر يعنى الحفاظ على العين 86 ألف متوفي سنوياً بسبب جهل التعامل مع مرض السكر أكد الدكتور على عبد الرحيم أستاذ أمراض السكر بجامعة الأسكندرية، أن تفاقم مرض السكر مؤخراً يرجع إلى تجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الأطباء مما يعرضون أنفسهم لمخاطر صحية أثناء الصيام. وأوضح عبد الرحيم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد تحت عنوان "كيفية حفاظ مريض السكر على صحتة خلال صيام شهر رمضان" للملتقى العربي للسكر بالتعاون مع شركة "نوفارتس"، وذلك بمناسبة الحملة القومية لتوعيه مرضى السكر، أن هناك ما يقرب من 7.5 مليون مريض سكر في مصر، منهم من يعانون من النوع الثاني ويصرون على مواصلة الصوم لأن النوع الثاني أكثر أنواع السكر انتشاراً في العالم. وينشأ المرض عندما لا يتمكن الجسم من إفراز كمية كافية من الأنسولين، ونتيجة لذلك، تتراكم في الجسم كميات زائدة وغير ضرورية من السكر لترتفع نسبته في الدم، وهو ما يؤدي لمضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل. ومن جانبه، عرض الدكتور عباس عرابي أستاذ أمراض الباطنة والسكروالغدد الصماء بكلية طب جامعة الزقازيق، نتائج الدراسات لقياس سبل الحد من مخاطر مرض السكر وبالتحديد لمن هم يعانون من النوع الثاني ويصرون على الصيام طوال شهر رمضان الكريم. وأوضح عرابي أن نقص مستوى السكر بالدم من الأعراض الخطيرة التي تؤثر على حياة مرضى السكر من النوع الثاني ومضاعفاته قد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم علاجه بشكل صحيح، وطبقا لأحدث أرقام الاتحاد العالمي للسكري، يتوفى أكثر من 86 ألف مواطن مصري كل عام نتيجة الإصابة بمرض السكر ومضاعفاته. وأشار عرابي إلى أن دراسة رمضان أظهرت أن هناك ضعف في مستوى الوعي بين مرضى السكر بالمخاطر التي يسببها صيامهم رمضان، وتؤكد الدراسة على أهمية قياس مستويات السكر في الدم بدقة أثناء الصيام مع المحافظة علي قياسها دورياً. حماية عين المريض ومن جانبها، أكدت الدكتورة نهى خاطر أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهره واستشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي، على أهمية توعية مريض السكر بالإهتمام بعينية وحثه على الكشف الدوري على العين وعلى قاع العين، خاصةً مع توافر الآن الأدوات الطبية التي تساعد على عدم فقد البصر وعلى الحياة الصحية الجيدة لعين مريض السكر سواء أجهزة الليزر او دواء الحقن االموضعي داخل العين ، والذي يحافظ على عين المريض ويجعله يقرأ ويكتب ولا يفقد بصرة. وأضافت د. نهى للأسف يتسبب مرض السكر سنوياً في حدوث 12% من نسبة الإصابة بالعمى في العالم، وذلك نتيجة لمضاعفات هذا المرض على العين بشكل مباشر، هذا مع العلم بأن مضاعفات هذا المرض تختلف حسب طول مدة الإصابة بالمرض، حيث يؤثر مرض السكر على جميع أجزاء العين ومن أهم تأثيراته تلك المضاعفات على شبكية العين والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر. كيف يؤثر السكر على العين ؟ يبدأ المريض بالسكر في الشعور بتغيير حدة النظر خلال اليوم الواحد، وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغير في نسبة السكر بالدم. كما يشعر المريض خلال الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر، وذلك نتيجة حدوث إرتشاح ونزيف في العين وظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية وقد يؤدي ذلك إلى نزيف بالجسم الزجاجي وإنفصال شبكي. وأحياناً يتسبب في الإصابة بالمياة الزرقاء بالعين (الجلوكوما) وقد ينتهي الأمر بفقدان البصر. ما هو العلاج ؟ تقول د. نهى أولآ لابد من المحافظة على معدل طبيعيى للسكر في الدم، كما تنصح بضرورة علاج أي أمراض أخرى يعانيى منها المريض بالسكر كارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين كعوامل مشتركة تزيد من مضاعفات السكر على العين. وتنصح كل مريض بالسكر على الحرص على المتابعة لدى طبيبه المعالج للسكر للمحافظة على معدل طبيعي للسكر بالدم ومعالجة الأمراض الأخرى التي قد تزيد من مضاعفات السكر على العين، كما يجب أن يراجع المريض دورياً طبيب العيون المختص بأمراض الشبكية للفحص والمتابعة مرة كل ستة أشهر، علماً بأن العلاج في الحالات المبكرة يحافظ على صحة النظر بشكل أفضل. السكر والصيام ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم صبري استشاري أمراض السكر بدمياط، يجب أن يعود المريض إلى الطبيب المعالج لعمل التعديل اللازم في خطة العلاج في شهر رمضان، مع العلم الكافي بأعراض هبوط مستوى السكر والتي قد تحدث أثناء فترة الصباح بين الأعراض الخفيفة إلى الشديدة، وتشمل الدوخة والنعاس وضربات القلب السريعة و الشعور بالعصبية الشديدة والصداع والجوع والتعرق ومن المهم منع انخفاض سكر الدم لأنه يمكن أن يؤدي إلى عواقب طبية شديدة إذا لم يتم علاج انخفاض سكر الدم فإنه يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والنوبات والتشنجات مما يستدعي علاجاً طارئاً. وأضاف الدكتور عباس عرابي أنه بدوره كطبيب فإنه يسعي دائماً لتبنى مثل هذه الحملات للصالح العام، فالرسالة لاتقف عند هذا الحد بل تحتاج لنشر الوعي لمريض السكر وحثه على عدم الإهمال والقيام بعمل متابعات دورية حتى لايتفاقم المرض وتكون عواقبه وخيمة. ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة على أستاذ أمراض الباطنة والسكر جامعة القاهره، أن دراسة طبية حديثة قدمت المزيد من الأدلة على أن مرض السكر قد يزيد مخاطر حدوث السكتات الدماغية، ويكون هذا شائعاً بين السيدات أكثر من الرجال، فلابد أن يكون مريض السكر على معرفة بتلك الدراسات لتوخي الحذر خاصةً السيدات فهن مسؤلات عن أسرة بكاملها لذلك فإن توعيتهن في المقام الاول ضرورة. وقال الدكتور عباس عرابى إن نقص تناول الأطعمة، إلى جانب تناول عقاقير معينة مضادة لمرض السكر تعد من أهم العوامل المؤدية للإصابة بنقص مستوى السكر في الدم بين مرضى السكر من النوع الثاني. وإذا لم يتم علاج الحالة، يمكن أن يؤدي المرض لمشاكل صحية خطيرة منها الغيبوبة ، وتلك المشاكل الصحية تستدعي التدخل الطبي العاجل. وشدد عرابى على أهمية الحملة التي تم إطلاقها للتوعية بأخطار مرض السكر خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، وقال إن توافر المعلومات لمريض السكر وخاصةًمن النوع الثاني عما يجب أن يضعه في اعتباره خلال فترة الصيام من أهم الأدوات التي تمنح مرضى السكر في مصر فرصاً أفضل للمحافظة على نظام غذائي متوازن، مع قدرتهم أيضاً على التحكم في وزنهم، وتقليل المضاعفات التي قد تحدث نتيجة السكر.