عبد القادر: 4600 فدان تم استصلاحه بمنطقة "المغرة" خلال عام ونصف الشرقاوي: الأنظمة السابقة تاجرت بالأراضي و أفقرت المصريين وأمرضتهم قنديل: زراعة "العتر" في منطقة المغرة يعطي زيوت أعلى جودة وعائد سريع حجازي: "المغرة" من المناطق الرائدة في استخدام الطاقة الشمسية دعا عدد من خبراء وممثلي مؤسسات وهيئات الدول في العالم إلى سرعة إصلاح " الصحراء الغربية" للاستفادة منها، مشددين على أهمية إعادة هيكلة أنظمة الدولة وتغيير سياسة المؤسسات التي تتعامل مع الأراضي، وأن يساهم كل مواطن في تعمر الصحراء. جاء ذلك على هامش الزيارة الميدانية التي نظمتها الشركة المصرية لاستصلاح الأراضي لمنطقة "المغرة" في الصحراء الغربية، للاطلاع على التجارب الرائدة، وحضور ملتقي مستثمري المغرة. بعن معلومات قال أنها وردت إليه تحديات أكد المهندس "حسام عبد القادر" مدير الشركة المصرية لاستصلاح الأراضي " أنه رغم الصعوبات والتحديات ووعورة الطريق الموصل لهذه المنطقة إلا أنه هناك عمل جاد ، فقد تم استصلاح 4600 فدان من أصل 14 ألف فدان المجمع استصلاحه بمنطقة "المغرة"، وأن عام ونصف هو الوقت الذي استغرقته الشركة لاستصلاح 4600 ألف فدان. وأضاف أن المشروع قائم على زراعة " الجو جوبا والزيتون " كنباتات متحملة للملوحة ذات عائد اقتصادي كبير و قابلة للتصدير، كما أن ظروف الطبيعة و التربة والمياه هناك يفضل فيها زراعة نباتات قادرة على تحمل هذه الظروف. فك الحصار وأكد المستشار "مجدي الشرقاوي" الخبير البيئي ورئيس مجلس إدارة جمعية البيئة العربية أن مصر في أزمة والجميع يستشعر بها، كما أن الحل الأوحد و الذي أجتمع علية كل الاقتصاديين والعلماء والخبراء هو تعمير الصحراء، مشيراً إلى أن مصر هي الدولة العربية الصحراوية الأولي في العالم، كما أن ثرواتنا جميعها محاصرة في هذه المنطقة وأن الأوان لفك الحصار عنها. ونوه أن الأنظمة والتشريعات السابقة حاربت النهضة المصرية و تاجرت في الأراضي وأفقرت المصريين وأمرضتهم وتسببت في العشوائيات، مؤكداً على أننا نعيش الآن في مرحلة جديدة تحتاج جهد العلماء والخبراء ، مشيرا أن أكبر مشكلة في شعب مصر هي عدم توافر فقه الجماعة والعمل على قلب رجل واحد ، مؤكداً أنه لن تصلح مصر إلا أبنائها وأننا قادرون على ذلك. وأشار إلى أن مشكلة مصر الآن تتمثل في ثلاث أشياء " الطاقة والماء و الغذاء " وهذا ما يسمي ب"حرب الموارد" ، مؤكداً على أن مصر لديها ثروة عظمي يمكنها أن تحل بواسطتها كل هذه التحديات و تتمثل في الشمس التي تعد أهم مصدر للطاقة النظيفة والسواحل التي تمثل 3500 كيلوا والأرض الصحراوية والقوة البشرية، ويتعجب "الشرقاوي" من انتظارنا لمساعدات دول أخري رغم امتلاكنا لكل هذه الأشياء السالف ذكرها، مؤكداً على أن المصريين قادرين على تعمير الصحاري وإنتاج الطاقة النظيفة وإنتاج الغذاء الصحي الأمن وصناعات صديقة للبيئة غير الملوثة. وأضاف أنه قدم لرئاسة الجمهورية في الفترة السابقة رؤية لإنقاذ مصر وكيف تنمو مصر نمواً أخضراً، وأشرنا إلى تجربة كوريا الجنوبية وكيف خرجت من القانع حتى أصبحت من النمور، مشيراً إلى أنها قامت بوضع بإستراتيجية كاملة للتغيير، مؤكداً على أننا في أمس الحاجة لهذا الإستراتيجية. وطالب "الشرقاوي" بإعادة هيكلة أنظمة الدولة وتغيير سياسة المؤسسات التي تتعامل مع الأراضي، وأن يساهم كل مواطن في تعمر الصحراء . بيع الأرض وفجر "الشرقاوي" مفاجئة مدوية وهي أن هناك معلومات وردت إلية عن قيام الحكومة ببيع مساحات من أرض مصر تصل إلى 700 ألف فدان لبعض الدول العربية قائلاً " أرض مصر للمصريين أولاً والله لن يرحمنا أحد ". كنوز الصحراء ونوه إلى أن منطقة "المغرة" يوجد بها تنوع بيولوجي وجيولوجي وكائنات تعدى عمرها 50 مليون سنة، كما تعد من أحد مناطق جذب السياحة البيئية، في إشارة لما أكده الدكتور هاني الكاتب خبير الغابات بجامعة ميونخ بألمانيا عند مجيئه إلى هذه المنطقة لمشاهدة الغابات المتحجرة وهياكل الديناصورات، مؤكداً على أهمية الحفاظ على المنطقة من التلوث. ودعا الشرقاوي المصريين إلى تحمل المسئولية تجاه بحيرة "المغرة"، مشيرا إلى أن ضياعها سيفقد منطقة المغرة أهميتها، موضحا أن حمايتها هي حماية لتراث حضاري إنساني طبيعي، معتبرا أنها قبلة لكل محب للسياحة البيئة والتي تعد من أرقي وأغلى عوائد السياحة في العالم. وأضاف أن المصيبة الكبرى في مصر أن علمائنا مشتتين وأن كل منهم يعمل في جزر منعزلة، كما لا توجد رؤية إستراتيجية شاملة و بنية معلوماتية متكاملة، وهذا ما يبين قراراتنا الخاطئة المفتقدة للقاعدة المعلوماتية، مؤكداً على أننا الآن في عصر المعرفة وأن 90 % من اقتصاد العالم مبني على المعرفة. قطع من الغابات المتحجرة عمرها 50 مليون سنة عائد سريع من جانبه وصف محمد على قنديل الدكتور بقسم النباتات الطبية بالمركز القومي للبحوث أن المشروع المقام بمنطقة "المغرة" بال"جيد والطموح"، مشيرا إلى أنه سيفتح مجتمعات جديدة ويوفر فرص عمل بالإضافة إلى أنه سيضيف أرض زراعية جديدة لمصر. وأكد في سياق تصريحاته لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن منطقة المغرة يمكن أن يزرع فيها نباتات طبية تتحمل ملوحة المياه ويكون لها عائدا ماديا سريعا مثل نبات "العتر" وهو نبات عشبي معمر يفضل تجديد زراعته بعد 2 – 3 سنوات، ويستخدم الزيت الطيار الناتج من العشب الأخضر في مجال الطب وفي إنتاج العطور والروائح ومستحضرات التجميل، كما يدخل في حفظ الصناعات الغذائية، كما أن منطقة "المغرة" تعد من أفضل الأماكن لزراعة هذه النباتات لأنها غير ملوثة وبتالي الزيت المستخلص منها يكون الأعلى جودة. وأوضح أن العائد المادي للفدان المزروع بنبات "العتر" في تلك الظروف المناخية يبلغ صافي الربح 10 ألف جنية، كما يمكن بيعة لأحد الشركات التي تعمل في هذا المجال، حيث يبلغ سعر اللتر الواحد 800 جنية، مشيرا إلى أن لها أهمية كبيرة لمصر لكونها ستفتح آفاق كبيرة لتصدير النباتات الطبية. الحل الأمثل إلى ذلك قال أحمد حجازي دكتور بهيئة الطاقة الذرية ورئيس جمعية "مصر الطاقة الخضراء" إن بإمكان مصر الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة، مشيراً إلى أن مصر من أكبر دول العالم استقبالاً للطاقة الشمسية، والتي لا يقدر أحد على التحكم فيها سوى الله، وأكد أنه خلال 3 إلى 5 سنوات ستكون الطاقة الشمسية رقم 1 في مصر. وأوضح أن بمقدور مصر مواجهة ارتفاع التكنولوجيا المستخدمة في توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية عن طريق قيام الحكومة بتصنع معداتها محلياً، مؤكداً على أننا نمتلك الخام الأولي لتصنيعها وهو السيليكون "الرمل" والمتوافر في صحراء سيناء والوادي الجديد والذي يعد الأعلى نقاءً في العالم، كما أن مصر متهيئة للقيام بذلك في الفترة القادمة. وأشار إلى أننا لا نحتاج لوقت طويل لتعميم استخدام الطاقة الشمسية في جميع محافظات مصر، مؤكداً على أن مصر تمر بوقت حرج فلدينا نقص في الطاقة، كما أنه ليس بمقدورنا التحدث عن عامل الوقت لأنه فاتنا، مؤكداً أن الحل يكمن في نهج منهج الدكتور "صلاح عرفه " أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، الذي نجح في تحويل قرية "البسايسة" التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى قرية نموذجية تعتمد على الطاقة الشمسية والمكونات الطبيعية بدلاً من مصادر الطاقة التقليدية، مشيراً إلى أن "البسايسة" هي أول قرية في مصر تستخدم الطاقة الشمسية. وأضاف أن موقع الشركة المصرية لاستصلاح الأراضي بمنطقة "المغرة" يعد من المناطق الرائدة في استخدام الطاقة الشمسية ، فهناك 10 أبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية ، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود لنشر هذا الفكر في جميع أنحاء مصر. أبعاد سياسية وقال الدكتور أحمد حجازي ل"محيط" إن مصر دولة غير مؤهلة للمفاعلات النووية، مبينا أن تكنولوجيا المفاعلات النووية عالية جداً، ومازال تخصيب اليورانيوم والوقود النووي تتحكم فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تخضع لأهواء الدول الكبرى وبالتالي في أي لحظة من اللحظات يمكننا أن نخضع للمشاكل الكبيرة التي توقف هذا المشروع، مؤكداً على أن هناك أبعادا سياسية كثيرة، مشيراً لما حدث في إيران والعراق. وأوضح أن مشروع الضبعة صرف علية أموالا طائلة منذ عام 1983 ومع ذلك لم يحدث أي شيء حتى الآن، مفضلا الاتجاه للطاقة الشمسية بدلاً منه، مشيراً إلى أن أهل الضبعة غير مؤهلين تماماً لفكرة إنشاء محطات الطاقة النووية وجاء هذا بعد الحادث الضخم الذي وقع في "هيروشيما" في اليابان، مؤكداً أن تسليم الأراضي للدولة من قبل الأهالي نوع من أنواع الرضوخ المرحلي، متمنيا استمراره، مشيراً إلى وجود عمليات تخريب ضخمة في المحطات الموجودة في هذه المنطقة. وأضاف أن المخاطر النووية محدودة للغاية ولكن في حالة حدوثها تكون ضخمة للغاية، فالحوادث التي حدثت في العالم لا تتعدى 15 حادث نووي. وأشار إلى أمكانية استخدام الطاقة الهيدروجينية في مصر، المطبقة بالفعل في مدينة برج العرب العلمية. وعن فكرة استخدام اللمبات الموفرة لحل مشكل الطاقة و التي طرحها الرئيس "السيسي" أثناء فترة الدعاية الانتخابية أكد "حجازي" أن هذه الفكرة تعد من أعظم الأفكار، موضحاً أن عدم تعميمها وتطبيقها بصورة واضحة يرجع لعدم وجود وعي لدى المواطنين بأهمية استخدام هذا اللمبات و توفيرها للطاقة. مطالبات وطالب "الشرقاوي" في نهاية ملتقي "مستثمري المغرة" الحكومة المصرية بالاهتمام بمنطقة "المغرة" وإنشاء طرق ممهدة للوصول إليها قائلاً: "أن الأتوبيس الذي جئنا به والحامل على متنه 50 فردا من خيرة أبناء مصر "غرس" في الرمال أثناء سيرنا على الطريق، وهذا عرضنا للخطر فكيف تطالب الدولة بتعمير الصحراء ولا يوجد طرق آمنة وممهدة للوصول لهذه المنطقة. وأكد إبراهيم شعبان من محافظة البحيرة وأحد مستثمري الأراضي منطقة "المغرة" أن الزراعة تحتاج ليد عاملة باستمرار وخاصة أن "الجو جوبا"، كما أن المياه والكهرباء ومتوفران، ولكن مشكلتنا تكمن في الطريق الموصل لهذا المكان بالإضافة إلى عدم وجود منازل لأصحاب الأراضي مما يضطرهم إلى البقاء في منازل مصنوعة من الخوص. وكان الشركة المصرية لاستصلاح الأراضي نظمت زيارة ميدانية لعدد من الخبراء و ممثلي مؤسسات و هيئات الدولة المختلفة وعلى رئيسها الكلية الفنية العسكرية وجهاز الخدمة الوطنية التابع لوزارة الدفاع، بالإضافة لممثلي وزارة الري ، الكهرباء، الاستثمار ، التعاون الدولي ، النقل، وعدد من المستثمرين إلى منطقة "المغرة" و التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية من منخفض القطارة بالصحراء الغربية للاطلاع على التجارب الرائدة هناك وحضور ملتقي مستثمري المغرة للوقوف على أهم تحديات تعمير الصحراء وتقديم رؤية الخبراء المتخصصين والمستثمرين في مواجهة تحديات تعمير الصحراء ، بالإضافة لتقديم نموذج يحتذى به لإحداث الطفرة التنموية المنشودة وأهم الحلول الإيجابية الفعالة والسريعة المطلوب اتخاذها لعرضها على رئيس الجمهورية.