عبدالله نصار أصدر الرئيس حسني مبارك تكليفاته للحكومة والمحافظين بمتابعة مشكلة رغيف الخبز وتقديم تقرير أسبوعي عن إجراءات حل المشكلة. وأكد الرئيس أن المشكلة تضامنية بين وزارة التضامن الاجتماعي والمحافظين. والحقيقة أن تفاقم الأزمة في رغيف الخبز خلال الشهور والأسابيع الأخيرة لا يرجع فقط إلي ارتفاع الأسعار العالمية للقمح أو زيادة مخصصات الدعم ولكن هناك نقطة بالغة الأهمية ولو تم علاجها ربما تنتهي هذه الظاهرة المؤلمة للطوابير خلال أيام قليلة وهي ظاهرة لا تليق باسم مصر ولا شعبها ولا حرص الدولة علي زيادة الاعتمادات لدعم الرغيف. والقضية أن رقابة المخابز حائرة وتائهة بين المحافظين ووزير التضامن. وقد تحدث معي بعض المحافظين. وآخرون أرسلوا لي إيضاحات حول موقفهم من المشكلة عندما قلت إن الطوابير تقع بالدرجة الأولي علي المحافظات وقالوا إن وزارة التضامن سحبت سلطات المحافظين من الرقابة ومنح تراخيص المخابز أو توقيع العقوبات عليها. ومسئولية المحافظ أن يكتب تقريراً لوزير التضامن ويوصي ويناشد ويلتمس وهو أمر لا يجوز ولن يحقق فاعلية علي أرض الواقع. وقد حاولت وزارة التضامن علي مدي العام ونصف العام الأخيرين تدليل أصحاب المخابز وصرف ما يسمي مقابل التزام عن كل جوال وهو أمر لا مثيل له في أي بلد للعالم أن يمنح هذا المقابل لصاحب المخبز الذي لا تحرر له مخالفة تموينية. وما يؤلم أن وزير الإدارة المحلية أو وزير التضامن كان عليهما عرض الموقف بحالته الراهنة أمام الرئيس حتي تعود السلطات كاملة للمحافظين ويصبح المحافظ مسئولاً عن المخابز بكاملها المتابعة والرقابة ومنح التراخيص.. ولا يجوز ونحن نعاني أن تمنح الإدارة المركزية في وزارة التضامن سلطات الرقابة علي المحافظات والقري والنجوع وهو أمر غير مقبول ولا يمكن أن يكون له جدوي. وغياب التنسيق وراء عودة الطوابير والقاء كل طرف المسئولية علي الآخر ولكن الأمر لم يعد يحتمل التأجيل لأن رغيف الخبز وتوفيره أمر يتعلق بالأمن القومي وتوفير احتياجات المواطن وهو ما يشغل القيادة السياسية وتحرص عليه ويجب أن تكون المسئولية علي عاتق المحافظين بكاملها. أما التنسيق مع وزارة التضامن فيجب أن يكون حول السياسات العامة فقط ولكن المتابعة علي أرض الواقع للمخابز وتراخيصها وعقوبات المخالفين يجب أن تعود للمحافظات. ونحن نقدر الدور الوطني والهام للقوات المسلحة ولجهاز الشرطة في مواجهة بعض الظواهر مثل طوابير الرغيف.. وهو أمر نذكره بكل تقدير حتي يتم اجتياز هذه الأزمة. وقد ذكر لي الفريق محمد الشحات محافظ مطروح أنه اتفق علي إقامة ثلاثة مخابز متنقلة ينتج الواحد منها ألف رغيف في الساعة لاستخدامها خلال الصيف في مطروح لأن الأزمة لم تظهر بالشكل التي ظهرت به حالياً في باقي المحافظات حتي الآن. وهذه الفكرة قابلة للتطبيق.. وتكون مهمة إنقاذ حتي يتولي كل محافظ مراجعة خريطة المخابز والاحتياجات وظروف التشغيل وفتح منافذ لفصل الإنتاج عن التوزيع. والمخابز المتنقلة التي يمكن لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة إقامتها هي مهمة عاجلة تقضي علي هذه الطوابير وحتي يمكن رسم سياسة جديدة للتعامل مع صناعة الرغيف. ولا يجوز ونحن في عام 2008 أن يظل اتخاذ القرارات المتعلقة برغيف الخبز في كل محافظات مصر يصدر من وزارة التضامن والتي عجزت حتي الآن عن التعامل مع هذه المشكلة. وإسناد المهمة إلي المحافظين سيؤكد قدرة كل محافظ علي إدارة الأزمة ويتم التقييم علي أساس نجاحه في اجتياز هذه الأزمة مع اعتبارات أخري وهي حرصه علي فتح فرص للعمل وتشجيع الإنتاج في كل محافظة زراعياً وصناعياً وفي قطاع الخدمات. إن عودة الدور الرئيسي للمحافظين يمكن أن ينهي هذه الأزمة الطارئة في رغيف الخبز والاتجاه إلي اللامركزية يسهم في احتواء مشكلات أخري وعلي أن يقتصر دور الوزارات علي رسم السياسات العامة ولكن علي المحافظات أن تقوم بدورها في التنفيذ والمتابعة علي أرض الواقع وملاحقة لصوص الدعم والمتلاعبين. كلمات لها معني: النظام والانضباط هو النجاح في استغلال الطاقة علي النجاح. جورج واشنطن الرئيس الأول للولايات المتحدةالأمريكية 1732-1799 عن صحيفة الجمهورية المصرية 22/3/2008