عبدالله فلاتة لم يخيب نجوم الكرة المصرية الظن وكانوا على الموعد فحسموا الكأس الإفريقية وأبقوا اللقب عربيا مصريا كما هو متوقع، فقد أشرنا واتفقنا مع الغالبية فيما ذهبنا إليه بأن الكأس ستعود للقاهرة مع قوة أسود الكاميرون، وبالفعل ومنذ البداية وضحت فوارق العزيمة والإصرار والقدرة على الحسم، ضاعت فرص الشوط الأول ثم كان الحسم، في الثاني فعلها زيدان، ولن نقول هدية من سونج، بالروح خطفها وبالمهارة مررها وبالثقة سددها محمد أبو تريكة، ومن الجميل جدا أن يحسم المباراة أبو تريكة، وبعد أن رفع شعار التعاطف مع غزة جاء ليرفع الكأس الإفريقية ويداعب بها كل المشاعر العربية. ولكن كيف أحرزت مصر البطولة وتفوقت على كافة الدول الإفريقية والنجوم الكبار الموجودين في برشلونة وتشيلسي والآرسنال وغيرهم من الأندية الأوروبية الكبيرة؟ علما بأن نجوم مصر يغيبون عن الفرق ذات الصيت الكبير، فالتفوق جاء بالروح والتكتيك العالي وتجيش كافة نجوم الكرة المصرية، وجمعهم في بوتقة استحقت أن تعتلي القمة الإفريقية، فلاعب مثل زيدان رجل الحسم يوم النهائي، فقد صنع فرصة من لا شيء، تقول الرواية إنه غادر بورسعيد بحثا عن عمل في بلجيكا ولعب كرة القدم لأحد أنديتها المتواضعة وأبلغ بذلك الاتحاد المصري بأن هناك لاعبا مصريا يلعب في الدوري البلجيكي للأندية المتواضعة.. تابعوه وجلبوه ليتقدم زيدان الصفوف ويكون من نجوم البطولة الإفريقية فلم يترك المصريون نجما يعول عليه حتى استعانوا به وشاهدنا المنتخب المصري في غاية الانسجام والتناغم ويديره مدربون وطنيون وليس حسن شحاتة وحده، فشوقي غريب والبقية لهم أدوار لم تكن خفية ظاهرة وبارزة فاكتملت الروح وصنع منتخب البطل ليحصد المجد ويحافظ على اللقب فمليون مبروك للعرب عامة والمصريين خاصة. أما منتخب الأسود الكاميرون فلم يخيبوا الظن هم الآخرين فأشرنا من البداية من يدربهم المخرف الألماني أوتو فيستر، فريق لا يهاب جانبه ومن الطبيعي أن يخسر ألقى كل أوراقه مبكرا في أرض الملعب رغم أنه وفق في التغيير الذي أعاد به التوازن خلال الشوط الأول إلا أن (الخرَاف) عاد إليه في الشوط الثاني فأشرك لاعبين متواضعين منهم إدريس، وبرجل فريقه واعتمد على لاعب لا يختلف عنه خرافا كرويا هو سونج فاستحق الاتحاد الكاميروني الخسارة المريرة قبل أوتو فيستر وسونج علما أنه هذا المنتخب يعد من المنتخبات الأقوى في القارة السمراء. وفي النهاية كم كانت الفرحة لنجوم مصر جميلة ومعبرة على أرض الملعب مغلفة بالتواضع عند الفرح واستحضار كافة المواريث الثقافية والتفاعل والتفعيل مع الجماهير والحضور لينبهر بلاتر قبل غيره بما يرى ويشاهد كما انبهرنا بالأجهزة الفنية والمداخلات بينهم ومن لا يعرف المصريين يقول إنها فوضى ومن يعرفهم يدرك أنها روح وتخطيط ومنتهى التنظيم كما في أرض الميدان لا فرق بين النجم المحترف في أوروبا عن اللاعب في الدوري المحلي المصري ولا خانة ولا مركزية إنما روح وقتالية والنهاية لابد أن تكون قمة وكأسا ذهبية. عن صحيفة المدينة السعودية 12/2/2008