واشنطن: ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس أن التكنولوجيا التي قدمتها الولاياتالمتحدةلأفغانستان مكنتها من القبض علي الفارين من سجونها. وأضافت الصحيفة أن هذه التكنولوجيا تعتمد علي فحص العين وبصمات الأصابع وصور الوجه لكل معتقل وضم البيانات إلي ملفات بيولوجية، تساعد فى القبض على الفارين من السجون خلال تفتيش المارة عند نقاط التفتيش والمعابر الحدودية الداخلية والذي ساعد بالفعل في استعادة حوالي 35 هاربا في الفترة الأخيرة. وفي خطوة طموحة، تحاول السلطات العسكرية الأمريكية تسجيل المعلومات البيولوجية لعدد من الرجال وفق سنهم وقدرتهم علي القتال في أفغانستان والعراق. وقامت واشنطن بوضع معلومات عن أكثر من 1.5 مليون أفغاني في قواعد البيانات التي تديرها القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو". وتضيف الصحيفة أنه وفق هذه المعلومات المجمعة فإن واحدا من كل 20 من سكان أفغانستان أي ما يعادل واحد تقريبا من كل ستة من الذكور في سن القتال بمعني أن أعمارهم تتراوح بين 15 إلى 64. وفي العراق ، فإن البيانات المجمعة عن حوالي 2.2 مليون عراقي تظهر وجود واحد من كل أربعة من الذكور في سن القتال. وتقوم القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان بجمع البيانات عن جميع المعتقلين والسجناء بواسطة مسح العينين رقميا والصور الفوتوغرافية من الوجه، إضافة إلي بصمات الأصابع. وتشير الصحيفة إلي تطبيق مثل هذه الإجراءات مع السكان المحليين الذين يتقدمون للوظائف الحكومية، مما دفع المواطنين إلي البعد عن هذه الوظائف تجنبا لنظام التحقق من الهوية. وتوضح "نيويورك تايمز" أن الفائدة من هذه الإجراءات هو تسهيل العملية في نقاط التفتيش باستخدام الأجهزة المحمولة في اليد، كما تساعد الحكومات في مسح الملايين من الملفات الرقمية في غضون ثوان. وتكمل الصحيفة الأمريكية أن هذه الإجراءات تثير تساؤلات عديدة حول الحقوق الدستورية والخصوصية الشخصية، وكيفية الحماية من التفتيش دون إذن قضائي تحت ما يسمي "الحريات المدنية". وتنفذ هذه الإجراءات في أفغانستان البلد الذي لا يعرف شهادات الميلاد ورخص قيادة السيارات أو أرقام الضمان الاجتماعي، وتزدهر فيه السوق السوداء للأوراق مزورة الهوية الوطنية. وتعبر الصحيفة عن تخوف بعض الافغان من إساءة استخدام قاعدة البيانات المتنامية "البيومترية" كسلاح للانتقام العرقي أو القبلي أو سياسية. ومن جانبه، أكد الجنرال مارك مارتنز قائد القاعدة العسكرية الجديدة في أفغانستان أنه يجب اتباع سياسات سليمة ومسئولة عند التعامل مع هذه البيانات وتخزينها، مشيرا إلي صعوبة مكافحتها للفساد والغش. وأضاف الميجور روبرت هاميلر أن بإمكان الشخص حلق اللحية الخاصة به لكنه لا يستطيع تغيير القياسات الحيوية الخاصة بجسده، مؤكدا تسليم مسئولية عمليات القياس البيولوجي إلى الحكومة الأفغانية. ووضعت وزارة الدفاع الأمريكية مبالغ هائلة للإنفاق علي برامج "البيومترية"، فقد خصصت 3.5 مليار دولار في عام 2007. وكان أول اختبار لمفهوم "توسيع القياسات الحيوية" في عام 2004 من قبل وحدات مشاة البحرية في الفلوجة وهي معقل للمتشددين بمحافظة الأنبار العراقية. وجاء تطبيقه بعد السماح لمواطنة عراقية بالدخول إلي قاعدة أمريكية عسكرية فى الموصل، حيث فجرت نفسها بواسطة حزام ناسف مما أدي لمقتل 22 جنديا بقاعة تناول الطعام، الأمر الذي دفع واشنطن لتطبيق البرنامج لتحديد هوية المواطنين العراقيين ومواطني الدول الأخرى الذين يدخلون المنشآت العسكرية الأمريكية. وتذكر الصحيفة أن الجنرال ديفيد بترايوس عندما تولى القيادة في العراق في عام 2007 أمر بإجراء موجة من عمليات التفحص "البيومترية" في جميع أنحاء العراق لتتناسب مع الزيادة في القوات الأمريكية. وأشاد الجنرال بترايوس بهذه التكنولوجيا لكونها تساعد فى الكشف عن الخلايا التي تبني زرع القنابل على جانب الطريق وهي أكبر عدو للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، حيث يتم رفع البصمات خلال إبطال مفعول هذه القنابل لمقارنتها مع ملفات البيولوجية للمعتقلين السابقين والمشتبه فيهم. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المسئولون العسكريون اعترفوا بفشل الأجهزة المحملة باليد في القيام بمهامها بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف بأفغانستان.