عندما يعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اختيار الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الأمريكية لتولى قيادة القوات الأمريكية والدولية العاملة فى أفغانستان خلفا للجنرال المقال ستانلى ماكريستال، فإن لسان حال الرئيس الأمريكى يقول: «ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد». فالرئيس الأمريكى اختار الجنرال الأشهر فى المؤسسة العسكرية الأمريكية لتولى قيادة المهمة الأكبر للعسكرية الأمريكية حاليا رغم كل التقارير التى تشير إلى أن بترايوس سيكون المنافس المنتظر للرئيس أوباما فى انتخابات 2012. وإذا ما كرر بترايوس نجاحه العسكرى الذى حققه فى العراق على الجبهة الأفغانية فإن فرصته فى قطع الطريق على استمرار أوباما فى البيت الأبيض لفترة رئاسة ثانية ستكون قوية. وكما قال أوباما والمقربون منه فإن الظروف لا تسمح للرئيس الأمريكى بالبحث عن شخصية عسكرية غير معروفة لخلافة ستانلى وما ينطوى عليه ذلك من مناقشات فى الكونجرس قبل التصديق على تعيين الجنرال الجديد، فى الوقت الذى تنزف فيه دماء الأمريكيين بغزارة فى جبال أفغانستان، لذلك وقع الاختيار على بترايوس الذى يحظى بدعم أعضاء الكونجرس من الحزبين. يوصف بترايوس بأنه أحد ألمع جنرالات جيله وبأنه طموح والأكثر تسييسا فى واشنطن. والجنرال المولود عام 1952 معروف بشجاعته فى وضع الخطط العسكرية والمهارة فى مواجهة حروب الشوارع والتمرد الداخلى، الأمر الذى كان ولايزال يُمثل أكبر عقبة أمام القوات الأمريكية فى أفغانستان. وخدم بترايوس سابقا كقائد عام للقوات المتعددة الجنسيات فى العراق من يناير 2007 إلى سبتمبر 2008. أشرف بترايوس على تحركات قوات التحالف فى العراق، ولدى بترايوس خبرة فى الشئون الدولية عززتها الدراسة التى قام بها فى جامعة برينس تاون والتى توجت بحصوله على شهادة الدكتوراة فى العلاقات الدولية. ورغم نجاح إستراتيجيته القائمة على استغلال التناقضات بين الجماعات السياسية والعسكرية فى العراق، تبدو فرص نجاحها فى أفغانستان أقل نظرا للاختلاف الشديد بين ساحتى القتال العراقية والأفغانية، غير أن الأمريكيين لا يجدون أمامهم بديلا إلى الأمل فى «بترايوس الشجاع» كما يلقبه محبوه. ويعترف بترايوس نفسه بهذا الاختلاف فيقول: «من غير الممكن فى أفغانستان تطبيق الاستراتيجية التى سمحت بخفض العنف فى العراق إلى حد كبير، فلا يمكن فى أفغانستان نشر جنود والعيش بين السكان كما فعلنا فى العراق، ولن نحظى بالاستقبال الذى خصنا به العراقيون».