ذكر الله تعالى التوبة من الذنوب في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}، وقال: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً . وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}. أيضا روي عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" أخرجه مسلم، وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (أي: تبلغ روحه حلقومه) رواه الترمذي. لذلك، فللتوبة شروط إذا حققها التائب قبلت توبته بإذن الله، فالتوبة مقبولة ما لم يعاين الإنسان الموت ويتيقنه، وذلك عند غرغرة الروح، وكذلك عند طلوع الشمس من مغربها وتيقن الناس قيام الساعة. ومن شروط التوبة أن تكون قبل حلول الموت وبلوغ الروح الحلقوم، وأن تكون قبل خروج الشمس من مغربها حيث يختم على الأعمال فلا تقبل التوبة، كما أن من تاب – صادقاً – من ذنب ثم عاد إليه فإن توبته الأولى تقبل لكن يحتاج إلى توبة أخرى منه.