حالة من التوتر تشهدها أروقة نقابة الصحفيين مع بدء انعقاد لجنة القيد لقبول دفعة جديدة من الصحفيين بجداول تحت التمرين للنقابة، اليوم، التوتر والقلق يزداد مع تزايد حدة الاحتجاجات من صحفيي الجرائد التي أصدر مجلس النقابة قراراً بتعليق قيدها سواء بسبب عدم انتظامها في الصدور، أو عدم صحة وضعها القانوني. "تعددت الأسباب والغضب واحد".. هذا ما حدث بالفعل، فالصحفيين الذين تفرقوا على الصحف، جمعتهم قرارات مجلس النقابة برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، فمن اعتصام صحفيي "البديل"، مروراً باعتراض صحفيي "الصباح"، إلى قلق صحفيي "ميدان الرياضة"، ووصولاً إلى ترقب صحفيي "المشهد".. يظل المشهد موحد في الغضب والإعتصامات والاحتجاجات المتتالية. فإضراب صحفيو "البديل" الذي قارب على الشهر يبدو أنه لن يصل إلى نقطة النهاية، خاصة في ظل إصرار المعتصمين على مواصلة الطريق للنهاية، مشيرين إلى أن مجلس النقابة يواصل تعنته دون مبرر، بهدف الحصول على 75 ألف جنيه، باعتبار أن جريدة "البديل" حديثة الصدور، متهمين المجلس بتجاهل خطاب المجلس الأعلى للصحافة بصدور الجريدة منذ أبريل 2007. مجلس النقابة بدوره أكد على استحالة قبول أوراق قيد الجريدة ما لم يتم توفيق أوضاعها القانونية، الأمر الذي دفع المعتصمين إلى اتخاذ إجراءات تصعيديه بالدخول في إضراب عن الطعام، مما أدى إلى تساقط عدد من الصحفيين، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الهلال بينما أعلن أسامة داود، عضو مجلس النقابة، انه يتابع الرعاية الإنسانية والطبية وبالتنسيق مع المستشفى. وفي محاولة منه لتدارك الموقف وامتصاص غضب الصحفيين قرر مجلس نقابة الصحفيين، تشكيل لجنة تضم جمال عبد الرحيم وعلاء ثابت وأسامة داوود، لفحص أوراق 8 من الصحف الجديدة المتقدمة للاعتماد من النقابة، وإعداد تقرير كامل عن استيفائها الشروط القانونية والإجرائية وفقًا لقانون النقابة ولائحة القيد. أزمة "البديل" لم تكن الوحيدة، فجريدة "المشهد" برئاسة الزميل مجدى شندى من الصحف انضمت لقائمة لجنة "الفحص"، بسبب عدم التزام إدارة الجريدة بدفع رواتب الصحفيين، الأمر الذي دفع مجلس النقابة لوقف قيد الجريدة لحين توفيق أوضاع صحفييها. جريدة "العقارية" جاءت أيضاً ضمن الصحف المطروحة بلجنة الفحص، بسبب عدم توفيق أوضاعها القانونية. عدم الانتظام في الصدور وضع جريدة "ميدان الرياضة" ضمن الصحف التي قرر مجلس النقابة تعليق قيدها، خاصة بعد انقطاع الجريدة عن القارئ لسنوات دون مبرر. فصل المحررين وتسريح بعضهم تعسفياً ودون أبداء أسباب دفع مجلس "رشوان" إلى إصدار قرار بضم جريدة "الصباح" للجنة "الفحص" للتأكد من سلامة الأوضاع القانونية للجريدة، خاصة بعد توقفها عن الصدور بشكل يومي، وعودتها مرة أخرى بشكل أسبوعي. جريدة "المدار" هي الأخرى مازالت تعاني من تعليق القيد، وذلك بعد أن تسببت في مشكلات عديدة مع رئيس تحرير سابق، وعدد من المحررين. الأداء المهني ل"العين" جعلها من ضمن الصحف التي صدر قراراً بشان وقف القيد منها، وضمها للجنة "الفحص" التي شكلها مجلس نقابة الصحفيين مؤخراً.
جريدة "مصر والعالم"، هي الأخرى تبحث عن مخرج من لجنة "الفحص" بعد أن شملها قرار المجلس، الأمر الذي أثار القلق بين محرريها. استشهاد الزميلة "ميادة" أشرف لم يشفع لجريدة "الدستور" داخل مجلس نقابة الصحفيين، فمازالت الجريدة على صفيح ساخن بعد إصرار مجلس النقابة برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، على تعليق القيد منها بعد أزمة فصل الصحفيين مؤخراً، وممارسات الإدارة التعسفية ضد الصحفيين. انتشار ونجاح "المصري اليوم" لم يجعلها في مأمن من سهام مجلس "رشوان"، حيث أصر مجلس النقابة على تعليق قيد الجريدة للجنة الثانية على التوالي، بسبب إصرار الجريدة على عدم تغير بنود عقود الصحفيين، والتي لا تتوافق مع لائحة القيد بالنقابة. في سياق متصل، قرر مجلس نقابة الصحفيين، في اجتماعه الذي عقد مؤخراً، برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، تشكيل لجنة لدراسة التسويات المطروحة من جانب إدارة جريدة "المصري" اليوم" لإنهاء المشكلات المتعلقة بعدد من الزملاء العاملين في الجريدة، كما شكل المجلس لجنة أخرى لبحث عروض التسوية التي قدمتها إدارة جريدة "الدستور" بشأن الزملاء المتضررين من الإدارة.