قال مركز القدس للدراسات السياسية أمس الأحد إن مسيحيي العراق هم الأسوأ حالا بين مسيحيي العالم العربي، وبين أن العراق يقدم نموذجا صعبا من أوضاع المسيحيين أدى إلى هجرة نحو 800 ألف منهم على الأقل خلال السنوات العشر الماضية، مشددا على أن الدولة لا تعير اهتماما كبيرا لمشكلة الأقليات. وقال عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، على هامش مؤتمر عقده المركز بالتعاون مع منظمة النجدة الشعبية في أربيل حول حاضر المسيحيين في العراق ومستقبلهم، إن "عناوين معاناة المسيحيين واحدة في العالم العربي إلا أنها تختلف من بلد لآخر حسب التفاقم، فهناك عدم إنصاف في المنظومة الدستورية والتشريعية، والعراق، من بين الدول العربية، يقدم نموذجا صعبا من واقع المسيحيين أدى إلى هجرة 800 ألف مسيحي على الأقل من هذا البلد خلال السنوات العشر الماضية، وهذا رقم مروع". وأضاف الرنتاوي أن "هناك مدنا بأكملها خلت من المسيحيين رغم أنها مواطن تاريخية لهم، وهناك استمرار لهذا النزيف، والمعلومات التي حصلنا عليها تتحدث عن مجتمع أقل تسامحا وعن دولة لا تعير الاهتمام الكبير بمشكلة الأقليات، وهناك صراع بين القوى الكبرى على المسيحيين مما يضعهم دائما تحت ضغوطات متناقضة، إضافة إلى تهديدات وأخطار وهجمات من الجماعات المتطرفة، فضلا عن مشكلات تواجهها الكنيسة مع رعاياها ووجود فجوة بين الكنيسة والمواطن المسيحي". وتابع الرنتاوي إن العراق "يفتقد إلى مشروع مدني ديمقراطي حقيقي، وهناك غياب للقوى الحاضنة لهذا المشروع والحاملة للوائه"، مبينا أن "كل هذا يجعل الوصول إلى حل جذري في هذا البلد صعبا"، مستدركا بالقول إن "مسيحيي العراق هم الأسوأ في العالم العربي ولا ينافسهم في هذا سوى مسيحيي سوريا الذين يسيرون على ما يبدو على نفس الطريق". ويرى مسيحيو العراق أن إعطاء الحق لأصحابه هو الضمان الوحيد للوحدة الوطنية التي يتمناها كل عراقي في هذا البلد. وفي هذا السياق، أفاد المطران صليبا شمعون المستشار البطريركي للسريان الأرثوذكس في العراق، في حديث ل"الشرق الأوسط"، بأن مؤتمر المسيحيين في أربيل "يبحث حق كل إنسان، يحاول العمل من أجل إعطاء كل إنسان حقه، مما يؤدي بالتالي إلى الوحدة الوطنية التي يريدها كل عراقي". وتابع "حيثما وجدت هذه الوحدة فإنها ستشكل حاجزا قويا بوجه التحديات التي تواجه هذا البلد، وإن من أهداف هذا المؤتمر جعل كل مواطن عراقي يشعر بأن البلد ملك له".