قال وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، اليوم الأحد، إن قطر ما زالت وستبقى تدعم خيارات الشعب المصري، ولن تخرج عن هذا النهج، وذلك دون مزيد من التوضيح. جاء هذا في إجابته عن سؤال بشأن مستقبل العلاقات المصرية - القطرية في حال فوز وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، برئاسة مصر، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، فرانك شتاينماير، في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة القطريةالدوحة، بحسب وكالة الأنباء القطرية. وأظهرت نتائج نهائية غير رسمية فوز السيسي بالانتخابات بفارق شاسع عن المرشح الوحيد أمامه، السياسي الناصري، حمدين صباحي. ومضى العطية معربا عن أمله في أن تكون انتخابات الرئاسة، التي شهدتها مصر الأسبوع الماضي، وظروفها عاملا مشجعا، لكنه رأى أن "الطريق الوحيد" للوصول إلى الاستقرار وتحقيق التفاهم الأهلي هو "من خلال الحوار مع الجميع في مصر.. وهذا ما نتمناه في قطر". ويخيم الفتور، وأحيانا التوتر، على العلاقات بين الدوحة والقاهرة منذ يوم 3 يوليو الماضي حينما أطاح وزير الدفاع المصري القائد العام للجيش آنذاك، السيسي، تشاركه قوى سياسية ودينية، بالرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع قطر. وبوتيرة يومية، يتظاهر مؤيدون لمرسي رفضا لما يعتبرونه "انقلابا عسكريا"، والذي يراه الرافضون للرئيس السابق "ثورة شعبية"، لا سيما مع سقوط أكثر من ألف قتيل، معظمهم من أنصار مرسي، واعتقال الآلاف من المحتجين، وفقا لمنظمات حقوقية. وبشأن ما يجري في ليبيا حاليا، دعا وزير خارجية قطر، خلال المؤتمر الصحفي، المجتمع الدولي إلى دعم الاستقرار في ليبيا، ودعا جميع المكونات السياسية الليبية إلى الحوار ونبذ العنف وإدانة الاغتيالات وتغليب مصلحة ليبيا والشعب الليبي الشقيق. ومنذ يوم 16 من الشهر الجاري، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدا كبيرا؛ إثر وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومقاتلين من الثوار والإسلاميين، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش، في محاولة للسيطرة على مدينة بنغازي شرقي البلاد، مما خلف عشرات القتلى. وبينما يقول حفتر إنه يسعى إلى "تطهير بنغازي من المليشيات المتهمة بالوقوف وراء عدم استقرار الأمن في المدينة"، تعتبر الحكومة الليبية تحرك اللواء المتقاعد "محاولة انقلاب على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وردا على سؤال حول دور قطر في إطلاق سراح جندي أمريكي في أفغانستان مقابل إطلاق خمسة من قادة حركة طالبان محتجزين في معتقل غوانتانامو الأمريكي، قال العطية إنه عندما يتعلق الأمر بمسألة إنسانية، فإن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لا يتأخر "وهذا فعلا ما حصل بالنسبة للرقيب بردغال والخمسة المحتجزين في غوانتنامو". ومضى قائلا إن أمير قطر وجه الجهات المختصة في الدولة بالبدء في هذه الوساطة الإنسانية والتي كللت بالنجاح بعد مفاوضات طويلة. وتابع العطية أن الثقة التي تتمتع بها دولة قطر على المستوى الدولي سهلت من مهمة التعامل مع الطرفين في هذه المسألة. وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، أن حركة طالبان أفرجت عن جندي أمريكي تحتجزه منذ نحو 5 أعوام مقابل إفراج واشنطن عن خمسة أفغان من كبار قيادات الحركة كانوا معتقلين في غوانتانامو، ونقلوا إلى قطر التي توسطت في عملية التبادل.