نورهان الشيخ : السيسي أول رئيس يتكلم عن أهمية الخطاب الديني في برنامجه العزباوي : الشباب خذلوا صباحي بعد الادعاء بانه مرشحهم عبد الغفار : الاعلام حشد الناس بكلمة "انزل " دون أن يشرح له ماذا يفعل اللبان : الانتخابات كانت تفويضا للسيسي ليكون رئيسا للشعب في المستقبل نوار: معدلات الفقر خلال السنوات الأخيرة زادت من 16% إلي 26% أقام المركز العربي للبحوث والدراسات ندوة صباح اليوم السبت تحت عنوان " قراءة تحليلية في نتائج ودلالات الانتخابات الرئاسية" ناقش فيها العديد من رجال السياسة والإعلام والاقتصاد التحديات التي قد تواجه الرئيس في فترته الرئاسية القادمة وتوقعات الشارع المصري لحلها . فقد أشادت دكتور نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ،في بداية كلمتها ببرنامج المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي في قضايا الأمن القومي واهتمامه بتحديات الخريطة الإقليمية لعلاقات مصر في محيطها " الإقليمي والعربي" وكذلك والأبعاد الأخرى" ك العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والتعامل مع الأزمة الإثيوبية على أن يكون الحل لا يضر بأمن مصر. وعن العلاقات الإقليمية تحدثت "الشيخ " عن خريطة السيسي في التعامل مع قطر وسوريا وايران مشيرة إلي تركيز السيسي في برنامجه علي أولوية العلاقة مع دول الخليج معتبراً إياها شريك أساسي في مواجهة التحديات التي تقف في وجه مصر الفترة القادمة خاصة في مجال مكافحة الإرهاب . السيسي ومعاهدة السلام أما عن العلاقة بإسرائيل فقالت أن السيسي أكد في برنامجه علي احترام معاهدة السلام واستمراره لدعم القضية الفلسطينية وذلك بخلاف حمدين صباحي الذي لم يشر الي هذه القضية نهائياً في برنامجه علي حد قولها مما جعل السيسي أكثر واقعية . واستكملت الشيخ السيسي أعطى اهتماما في برنامجه بالحديث عن قضايا الأمن القومي و أبعادها الاستراتيجية وضرورة التعامل الأمني وسيادة القانون والبعد التنموي من خلال تنمية سيناء ونشر الوعي والتعليم وتصحيح الخطاب الديني موضحة أن السيسي هو أول رئيس يتكلم عن أهمية الخطاب الديني في برنامجه مما يدلل علي وعيه بالابعاد الثقافية والتنموية لمكافحة الإرهاب . مكافحة الإرهاب قضية القضايا وعن قضايا الأمن القومي تناولت "الشيخ " عدة محاور أهمها الإرهاب حيث اعتبرت مصر تقود حربا شرسة ضد الإرهاب وكذلك الأمن المائي باعتبارها قضية "حياة أو موت " وأيضا تهديدات الحدود حيث وصفت مصر بانها محاطة بحلقة من التهديدات في شكل نصف دائرة خاصة في ظل عدم استقرار الحال في ليبيا . كما قالت الشيخ أن رؤية المشير السيسي كاملة ولكن يبقى السؤال عن كيفية توظيف السياسات الخارجية في زيادة الاستثمارات وتقوية الجانب المصري من الناحية الاقتصادية. الإعلام وتقيم نتائج الانتخابات وأشار الدكتور يسري العزباوي خبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أن وسائل الإعلام وقعت في خطأ تقييم نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية حيث ربطت المشاركة في الانتخابات بالمشاركة في ثورة 30/6 كما أن المشاركة الانتخابية هي معيار ضئيل في المشاركة السياسية مؤكداً أن نسبة التصويت الحالية مناسبة جدا بالنسبة لعمليات التصويت الماضية وتماثل نفس المعدل بعد ثورة 25 يناير كما وضح أن الشباب خذلوا المرشح حمدين صباحي بعد ادعاء البعض انه مرشح الشباب فيما رأينا أن أغلب أصوات الشباب ذهبت للسيسي . وفي سياق متصل أشاد المستشار عبد الغفارسليمان ، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، بدور اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مرجعاً ذلك إلى التزام اللجنة بنصوص القانون ووضع برنامجاً منظماً والالتزام به وإنشاء موقعاً إلكترونياً لها والتواصل المستمر مع وسائل الإعلام. وأضاف سليمان أن كلا المرشحين وقعوا في مخالفات بدءا من المرشح حمدين صباحي الذي قم بإجراء الدعاية قبل الفترة المسموح بها كما وقعت حملة السيسي إلى توزيع حملته للمبات الموفرة وهو ما نفته حملته بشكل رسمي، لافتا إلي أن الاعلام لم يقم بدوره في توعية المواطنين حيث ركز فقط علي حشد الناس بكلمة "انزل " دون شرح ماذا يفعل المواطن عندما ينزل مما سبب للمواطن حالة من عدم المعرفة فهو يذهب دون أن يدري ماذا يريد وماذا يفعل بالورقة. كما أبدى أسفه لما وقعت فيه اللجنة العليا للانتخابات من خطأ فادح -على حد وصفه- وذلك لمد فترة الانتخاب وهي بذلك القرار خالفت القانون حيث أن القانون ينص علي نشر قرارات اللجنة في الجريدة الرسمية للدولة وليس علي الراديو والتليفزيون كما فعلت اللجنة وكذلك خالفت المعايير الدولية التي تنص علي أنه يجب الاستقرار علي قواعد العملية الانتخابية قبل إجراء الانتخابات بمدة طويلة ولكن في المجمل لم تكن السلبيات لتؤثر في نتيجة الانتخابات . تفويض المصريين ونتائج الانتخابات وطرح الدكتور شريف اللبان ، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، سؤالا هاما علي الحضور الا وهو "هل كنا في حاجة إلى هذه الانتخابات الرئاسية على الرغم من تفويض الشعب المصري للمشير وثقتهم الشديدة به - على حد تعبيره - ؟ وكان جوابه عن هذا السؤال بأننا لم نكن نحتاج اليها داخليا فهذه الانتخابات في وصفه لم تعد كونها تفويضا للسيسي ليكون رئيسا للشعب في المستقبل ولكنها مهمة للخارج لتعيل صورة مصر التي تأذت بعد ثورة 30 يونيو وكذلك تأكيد قدرتنا علي اقامة انتخابات نزيهة . وووصف "اللبان " العملية الانتخابية بالجادة حيث مورست فيها مختلف أساليب الانتخابات القديمة والحديثة معددا الأساليب الحديثة التي تم ممارستها أثناء فترة الدعاية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وفكرة الهاشتاج عبر فيسبوك وفكرة المناظرات الافتراضية وتطبيق الألعاب ذات الهوى السياسي ك (سوبر سيسي – ودوس على حمدين تكسب (وال vedio conference و العايا بالمراكب النيلية والغواصات وكذلك الطائرات للترويج للمرشح الرئاسي . ومن جهة أخرى قال اللبان أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون قدم الطريقة المثلى في الحياد أثناء فترة الانتخابات الرئاسية على عكس الفضائيات الخاصة التي تحيزت بشكل كبير لمرشح دون أخر معتبرة نفسها شريكاً في 30 يونيه وبالتالي فهي متحيزة للسيسي لأنه سينفذ خارطة الطريق في نظرها . وأضاف أنه علي الرغم من اشادة المنظمات الدولية بنزاهة العملية الانتخابية الا أن أداء الفضائيات الخاصة انتقص من زخم العملية الانتخابية والصراخ والضجيج التي قامت به مما سبب في التشكيك في نزاهة الانتخابات واستطلاعات الرأي الغير موضوعية والغير دقيقة تماماً مناشدا الرئيس الحالي بأن يكون تطبيق ميثاق الشرف الاعلامي أول اهتماماته . التحديات القادمة فيما قال الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم نوار أن التحديات التي تواجه الرئيس القادم كثيرة فهناك نزيف اقتصادي حدث في مصر منذ ثورة يناير وأصيب الاقتصاد المصري بنزف شديد وهناك مشاكل عاجلة يجب العمل عليها فوراً مثل تنشيط السياحة على مدى زمني قصير ومراقبة الأسواق وطريقة عمل التجار مع السلع في خط سيرها إلى أن تصل للمستهلك خاصة في ظل انفلات الأسواق المصرية وسيطرة بعض فئات التجار . وطالب "نوار" الرئيس القادم بحل مشكلة التعدي علي الأراضي الزراعية وا؟لأراضي المملوكة للدولة في ظل غياب الأمن وكذلك حل أزمة البطالة بتشغيل المصانع المتوقفة مشيرا إلي أن معدلات الفقر خلال السنوات الأخيرة زادت من 16% إلي 26% مما يمثل تهديدا يضر بأمة عظيمة مثل مصر. وفي النهاية ختم الندوة الدكتور نبيل عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والذي تحدث عن عملية التحول الديمقراطي والتحديات التي تواجه الرئيس القادم في ظل ثورة التوقعات الاقتصادية والاجتماعية لاسيما لدي الشرائح الوسطي والفقيرة وكذلك تحدي تزايد معدلات الفساد وعدم وجود جهات تتصدي لها . وأشار إلي أن السيسي اذا لم يحقق خطوات سريعة في التوازن بين الأمن العام والعدالة الاجتماعية خاصة خلال الثلاث أشهر الأولي لحكمه سيجد نفسه أمام اعتصامات وإضرابات قد تؤدي إلي كسر هيبة الرئيس مناشداً اياه بوجوب إيجاد خطاب سياسي جاد لكسب الشباب وإيجاد حوار حقيقي وليس مصطنع خاصة في ظل تزايد الأنا مالية واللامبالاة السياسية .