غبريال في كتاب ينتقد كراهية أمريكا وإسرائيل .. ويدعو لدعم البرادعي! محيط – سميرة سليمان كمال غبريال خلال حفل التوقيع شهدت مكتبة "عرابي" أمس حفل توقيع كتاب "البرادعي والثورة الخضراء" لمؤلفه كمال غبريال ، والذي أثار غضب أجهزة الأمن في مصر في الآونة الأخيرة ، وبسببه استدعي صاحب دار "دون" للنشر للتحقيق معه . وقال المؤلف خلال الحفل أن الكتاب يتضمن مقالات في أحوال المصريين والعقبات التي تحول دون تقدمهم ، ففي مقال "هل نعشق الحرية؟" ينتقد خوف الشعب من الحرية ، مؤكدا أن المصريين يطالبون بالحرية على المستوى السياسي ولكنهم على المستوى الاجتماعي يقمعون الحريات ويمارسون ما أسماه "إرهاب" على الآخرين وخاصة المفكرين . وفي مقاله "سنوات اللا حسم" يؤكد المؤلف أنه يقصد الثلاثين عاما الأخيرة في حياة المصريين ، وقال : أهم ما يميز تلك الفترة هي البعد عن القرارات وترك كل الأمور معلقة لا حسم بها، ليصبح هدف النظام الوحيد هو الحفاظ على الكرسي وتحاشي الدخول في أية صراعات من شانها التأثير على السلطة. رأى كمال غبريال أيضا أن مصر أصبحت شبيهة بملعب كرة لا يلتزم فيه اللاعبون بأية قواعد منظمة ، ومن ثم نعيش فوضى لا ضرورة لها، وبوجهة نظره فإنه لا يجوز أن يهاجم الإعلاميين ومن أسماهم "مثقفو السلطة" الخصخصة في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة لتحرير الاقتصاد تماشيا مع النظام العالمي ، وانتقد أيضا بكتابه سماح الحكومة المصرية للمثقفين بالتحريض ضد اتفاقية كامب ديفيد أو "اتفاقية السلام" الموقعة بين مصر وإسرائيل ، مضيفا أن النظام يسعى فقط للحفاظ على تواجده وكرسيه . ودعا في مقاله "الوطن بين التنوع والتوحد" لاستغلال التنوع داخل الوطن ، بحيث لا تسعى الأغلبية للسيطرة على الأقلية ، في إشارة لمسلمي وقبطيي الوطن . وفي الكتاب أتساءل إلى أين تتجه مصر هل نحن على أعتاب فوضى سوداء كما كان يقول كبير كهنة آمون رع، أم لا؟ - يواصل كمال غبريال - أقول أن الأوضاع في مصر لا تنذر بالانفجار لكننا في حالة ركود ونحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد ولذلك التف الشعب المصري حول مرشحه د.البرادعي لأنه بحاجة إلى ثورة ثقافية خضراء على الذات ، فكيف نطالب الحاكم ووزراءه أن يتقنوا عملهم ونحن لا نفعل ذلك؟، فلو أصلحنا قاعدة الهرم ستنصلح قمته. غلاف الكتاب ومن هذا المنطلق يؤكد مؤلف الكتاب أنه كان من أوائل الذين طالبوا بضرورة ترشح البرادعي للسلطة لأنه به مميزات عديدة ، أوردها المؤلف في أنه "غاب عن مصر منذ عشرين عاما ومن ثم لم يشارك في الحالة المتردية التي وصلت إليها البلد" ، بالإضافة إلى نجاحه في إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانفتاحه على العالم، "فهو لا يحب أمريكا ولا يكرهها لكنه يدرك جيدا أن السياسة لا دخل لها بالعاطفة وهو يعمل لصالح مصر" ، مضيفا أن نجاح البرادعي يتوقف على الشعب " لأننا لا نريد بطلا بل نريد موظفا بدرجة رئيس ديمقراطي يخدم الشعب وينحو به في اتجاه الأفضل له" . مستطردا : علينا أن ندرك أن للحرية ثمنا علينا أن نتحمله وأن نستثمر هامش الحرية الذي نعيش به الآن وننميه ونعتاد عليه، لأن مشكلة البلد الآن في صفوتها الذين يرفعون شعارات لا تخدم المواطن ليحققوا قول نزار قباني "ونحن مثل قشرة البطيخ تافهون". وفي حديثه ل"محيط" أوضح مؤلف كتاب "البرادعي والثورة الخضراء" أن فكرة الكتاب تولدت لديه من رصده لرغبات ربع مليون شاب ممن أدلوا بأصواتهم على شبكة الإنترنت لمساندة د.البرادعي للوصول إلى الحكم، وهم يعبرون عن 80 مليون مواطن مصري يحلمون بالتغيير الذي ظننا في وقت سابق أنه مستحيل، فإذا بنا نجد رجلا مصريا ذو جدارة علمية مستنير حاز ثقة العالم ، ومن هنا فإننا نحتاج لمثله ليقود مسيرة التغيير. واكد غبريال أن البرادعي معرض للعديد من المخاطر ولكن أهمها الدائرة المحيطة به ، مصداقا لمقولة الإمام علي بن أبي طالب "اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" ، فبرأيه يوصف كثير من الرموز المحيطة بالبرادعي ب"محترفي الفشل" لأن كل أرصدتهم في الحياة هي مجموعة من الشعارات المنقطعة الصلة بالمواطن المصري، وتابع : " هم يفكرون فقط في حماس وحزب الله والدفاع عن فلسطين وإلقاء إسرائيل في البحر، لكن لا صوت لهم حين تحدث كارثة للمواطن المصري فلم نسمع لهم صوتا في كارثة الدويقة، أو مذبحة نجع حمادي أو غيرها من الأمور التي تهم المواطن ، فهم خارج التاريخ" . وبحسب مؤلف الكتاب فإن البرادعي مطالب بأن يبدأ " ثورة خضراء على الذات والتجمد وعلى العادات والتقاليد البالية التي نعيش بها الآن خارج العصر، فلا نريد أن نبدأ من قمة الهرم ونغير فقط في قوانين تداول السلطة، لأن ذلك جزء من المشكلة ولكنه ليس جوهرها " ، وقال ل"محيط" " البرادعي عليه تحديد مسار مصر إذا حكمها بالفعل ، هل سيتوجه بها نحو الانفتاح على العالم ، أم نحو عصر ماض ينادي بعداء أمريكا وإسرائيل ومعاداة العولمة "المتوحشة" وكل قيم العصر ومفاهيمه؟ " . وقال غبريال أن البرادعي أحدث حراكا في الشارع المصري ؛ فالمواطن البسيط أصبح يهتم بالسياسة ويشعر أن له دور في المعركة الانتخابية القادمة وأن صوته مؤثرا، وهذا ما كنا نفتقده في السابق. كما أكد ل"محيط" أن النظام إلى الآن ليس له موقف واضح من البرادعي فهو يبدو محايدا وإذا تدخل النظام في منعه من الترشح سيؤدي ذلك في ازدياد إصرار الشعب على التغيير. ورأى غبريال أن أقباط مصر يعيشون في "جيتو" ووصول البرادعي يمكن أن يخرجهم منه ، داعيا المسلمين لعدم تمكين من رجال الدين من حياتهم السياسية ، وأكد أن ركب التقدم العالمي المتلاحق لن يترك لمصر الفرصة للتقهقر ولكن المشكلة في مدى استجابتها للتطور وسرعة حدوث ذلك . وأخيرا سألته "محيط" عن اعتقال ناشر كتابه "أحمد مهنى" فقال : الأقوال متضاربة ولا أحد يعرف حقيقة الأمر فقد ألقى القبض عليه في الفجر ولا أحد يعرف لماذا حدث ذلك ولماذا أفرج عنه، ولذلك أتوجه بسؤال إلى وزير الداخلية والمسئولين إلى أين نتجه يا سادة هل إلى عصر زوار الفجر؟ ام نتجه ولو بطء نحو دولة ديمقراطية حرة؟، مؤكدا أن كتابه احتوى أفكار تخص مؤلفها لبناء مصر وتقدمها وليس به إساءة إلى أحد تستوجب العقاب .