احتفلت مكتبة "عرابي" الاثنين الماضي بتوقيع كتاب البرادعي وحلم الثورة الخضراء للكاتب نبيل غبريال الذي يتضمن 18 مقالاً تنتقد الأوضاع السيئة في مصر، ويدعو من خلالها المصريين إلى الثورة على أنفسهم والقضاء على ما بهم من عيوب؛ لأن عيوب الحكومة تنبع من عيوب الشعب نفسه حسب تعبير الكاتب. وأوضح غبريال أنه بدأ كتابة هذه المقالات منذ فترة وهي تغوص في أعماق حالة الأزمة والتعثّر التي تمرّ به مصر، ويقصد المشكلات التي يصرخ الشعب المصري منها ليلاً نهاراً مثل حوادث القطارات وإضرابات العمال وحادث الدويقة، وكلها ثمار وأوراق للأزمة المصرية، وكانت من أهم نتائجها فشل مصر في الالتحاق بحضارة العصر. وأشار غبريال إلى أنه تطرّق في المقال الأول -والذي يحمل عنوان "هل نعشق الحرية"- إلى حالة الإرهاب التي يعيشها المثقفون والكتاب والفنانون، موضحاً أن الغريب في هذا الأمر أن هذا الإرهاب ناجم من الضغوط الاجتماعية المحيطة بالمجتمع، وليس من الدولة؛ مشيراً إلى أننا كشعب لم نستغل نطاق الحرية المتاح لنا. بينما تناول مقال "في الطريق لدولة فاشلة" حالة الانفصال بين الحكومة والشعب في مصر؛ حيث إن أهم ما يشغل أصحاب السلطة والنفوذ هو البقاء في مناصبهم في الوقت الذي يتركون فيه الشعب في واد آخر ولا يهتمون بمشاكله؛ مشبّهاً الوضع في مصر ب"مولد وصاحبه غايب". بينما يتناول مقال "إلى أين تتجه مصر" أنه نتيجة لكل هذه المشاكل؛ فإن الوضع في مصر أصبح ينذر بانفجار. وتطرّق غبريال إلى رأيه في شخصية البرادعي كمرشح قادم للرئاسة قائلاً: إن هناك بعض المميزات التي يتمتع بها البرادعي؛ منها كونه عاش خارج مصر لفترة طويلة؛ لذلك فهو غير مسئول عن الحالة السيّئة والمتردّية في مصر، كما أنه رجل ناجح، ونحن نحتاج لحاكم ناجح منفتح على العالم ومتوافق مع التطوّرات العلمية في جميع أنحاء العالم، كما أنه محبّ لمصر، وسيعمل لصالح بلاده، وليس من أجل المصالح الشخصية إذا أمكن ترشيحه. كما دعى غبريال الشعب المصري أن يثور على نفسه قبل أن ينادي الحكومة بالإصلاح، مستشهداً على ذلك ببعض المثقفين الذين لا يستغلون الحريات المتاحة لهم خوفاً من الحكومة؛ مشيراً إلى أن الشعب المصري عندما يتطور لابد أن يحكمه وقتها رجل متطور، ويأتي ذلك حسب تعبير غبريال من خلال ثورة ثقافية أو خضراء يجب أن يقوم بها الشعب المصري على نفسه. ولفت إلى أن أهم وسيلة للقضاء على هذه المشكلات هي أنه يجب أن يهتم الشعب بالسياسة، مستغلاً هامش الحرية الذي حصلنا عليه، ونحاول توسيعه تدريجياً ضمن الحدود الشرعية؛ محذّراً من الفوضى والاستكانة؛ مؤكداً أن الحرّيّة ثمنها غالٍ ومن يطلبها لابد أن يكون لديه الاستعداد التام لدفع هذا الثمن؛ موضحاً أن أهم أساليب النهوض بالمجتمع هو الاهتمام بالتطوّرات التكنولوجية التي اعتبرها غبريال عصب التطور في جميع جوانب المجتمع.