أعلن مصدر مقرّب من العقيد عبد الجبار العكيدي، القيادي البارز في الجيش السوري الحر في محافظة حلب شمالي سوريا، اليوم الثلاثاء، أن الأخير لم يطرح عليه رسمياً تولي منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة خلفاً لوزير الدفاع المستقيل أسعد مصطفى. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أوضح المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه لم يتم التواصل رسمياً مع العكيدي لتولي وزارة الدفاع "المؤقتة" خلفاً لمصطفى، مشيراً إلى أن الدعوات هذه ما زالت تقتصر على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وكان معارضون وناشطون سوريون تداولوا، منذ الاثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي اسم العكيدي بديلاً لوزير الدفاع أسعد مصطفى الذي تقدم باستقالته، أمس الاثنين، وقبلتها الحكومة المؤقتة اليوم. وبرّر مصطفى قرار استقالته، في رسالة وجهها لرئيس الائتلاف أحمد الجربا ولرئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، الاثنين، ب"قلة الإمكانيات المقدمة لوزارة الدفاع "المؤقتة" والتي لا تتيح لها القيام بالحد الأدنى من واجباتها لتلبية مستلزمات الثوار"، وأيضاً لكي لا يكون "شاهد زور" على استمرار تدمير سوريا". وحول مدى قبول العكيدي للمنصب في حال طرحه عليه بشكل رسمي، قال المصدر إن هذا الأمر سابق لأوانه كون مصطفى أعلن استقالته وتم قبولها منذ ساعات فقط. وشكك المصدر في طرح القيادات السياسية في المعارضة للمنصب على العكيدي كون الأخير لا يتقبله البعض منهم؛ بسبب "صراحته وجديته والقاعدة الشعبية التي يحظى بها بين الثوار السوريين والكتائب المقاتلة". ويشار إلى أن العقيد عبد الجبار العكيدي من أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر، واستقال من منصبه كرئيس للمجلس العسكري في حلب العام الماضي، احتجاجا على "تآمر" المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و"التراجع على الأرض". وشارك العكيدي في قيادة معارك كثيرة في حلب وخارجها، وكان على رأس كتائب شاركت في مساندة قوات المعارضة في معاركها ضد قوات النظام وحزب الله اللبناني في القصير بريف حمص (وسط)، قبل سقوطها بيد النظام وحزب الله منتصف العام الماضي. في حين أن أسعد مصطفى الذي كان يشغل منصب أول وزير للدفاع في الحكومة السورية المؤتة التابعة للمعارضة، من خارج المجال العسكري حيث كان يشغل منصب وزير للزراعة في النظام السوري، قبل اندلاع الثورة السورية مارس/آذار 2011 وانضمامه إليها. وشكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، نهاية العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.