روما: رجحت صحيفة بريطانية الاربعاء ان يثير التدخل العسكرى السعودى فى البحرين ازمة جديدة في منطقة الخليج. واشارت صحيفة "الاندبندنت "البريطانية فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى اليوم الى ان التدخل السعودي العسكري في البحرين هو الامر الذي يحدث للمرة الأولى ، حيث يتم انتداب قوات دولة عربية لتهدئة المتظاهرين فى دولة عربية أخرى، وذلك منذ موجة الاحتجاجات التى اجتاحت منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة "أن الحكومة البحرنية قد دعت فى وقت سابق إلى الحصول على دعم من جيرانها، وذلك عقب وقوع اشتبكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب فى شوارع العاصمة البحرينية المنامة حيث قام المتظاهرون بضرب الشرطة". وأضافت الصحيفة أن السعودية لبت دعوة البحرين وأرسلت قوات إليها لمساعدتها على مواجهة الاحتجاجات التى يقوم بها الشيعة ضد السنة هناك. وتابعت أن حكام السعودية شعروا بالقلق من أن ينتقل التوتر من شيعة البحرين إلى الشيعة فى الإقليم الشرقى المجاور حيث تحاول القوات السعودية أن تمنع الاحتجاجات فى المملكة من اكتساب القوة. أوضحت الصحيفة أن المتظاهرين فى البحرين سعوا فى البداية إلى الحد من الفروق الطائفية فى الجزيرة، قائلين إنهم استلهموا ذلك من مطالب الديمقراطية وحكم القانون والحقوق المدنية فى مصر وتونس. وكان مطلبهم فى البداية هو الملكية الدستورية ولكن بعد أن قامت الشرطة بقتل سبعة متظاهرين الشهر الماضى أشتدت مواقفهم مع المعارضة ويرغب البعض منهم الآن فى إنهاء الملكية. ويشار إلى أن البحرين التي يشكل الشيعة 75% من سكانها تشهد منذ أكثر من شهر تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية حقيقة وجادة ،في مقدمها إقالة الحكومة وتشكيل أخرى تبدأ بإصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقية، ووضع دستور جديد للبلاد يتضمن نظام ملكية دستورية. وقتل خلال هذه التظاهرات ستة أشخاص فيما أصيب العشرات بجروح. وكانت المعارضة البحرينية وجهت الاثنين بيانا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب فيه بحماية شعب البحرين من دخول قوات سعودية وخليجية إلى البلاد، محذرة من خطر شن "حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين" ومعتبرة دخول تلك القوات "احتلالا سافرا". ويذكر أن قوات درع الجزيرة، التي أعلن عن دخول قوات منها إلى البحرين، هي قوات مشتركة تأسست عام 1986 من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان بدأت ب 5000 جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألفا من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل، ويقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية.