" يخلق من الشبه أربعين " .. بعينيه الخضراوين و الخصلات البيضاء التى تغزو الشعر الأسود و بسمته المعهودة ، وقف العشرات يلتقطون الصور.. " باسم يوسف المعز " هكذا يطلق عليه ، ليصبح من المعالم الشهيرة للمكان و ينافس الآثار فى جذب اهتمام رواد شارع المعز لدين الله . و نتسائل " ماذا ستفعل لو رأيت باسم يوسف ؟ " البعض سيتهلل فرحا و سيجرى نحوه ناشدا مصافحته و ربما التقاط صورة سيلفى ، و البعض الآخر قد يحنى رأسه جانبا و يقول " يا باااااسيم انت انسان غير موجود بالوجود" أو يجرى خلفه شاهرا حذاءه ظنا منه أنه منتصر الزيدى . و من حظ " عبد المحسن " الشهير بباسم يوسف ،أنه لم يلقى سوى الجانب الإيجابى ، و هو رغبة معجبى باسم يوسف فى التقاط الصور التذكارية معه ، و يحكى عبد المحسن ل " شبكة محيط " عن أطرف المواقف التى تقابله أثناء عمله فى شارع المعز ، قائلا : تستوقفنى الفتيات دوما لالتقاط الصور معى ، و قالت لى أحداهن " هتجنن لو ما اتصورتش معاك " قلتلها " اتصورى بدل ما تتجننى " ، و الأمر لم يتوقف فقط على الفتيات ، فقال رجل لأحد أفراد الأمن أنه سيموت لو لم يتصور معى. منذ قدم عبد المحسن إلى شارع المعز للعمل فيه منذ 4 سنوات كفنى كهربائى و أحيانا سائق ، و كل من يمر به يطلب التقاط صورة معه خاصة بعد الشهرة الكبيرة التى اكتسبها باسم يوسف . و برغم أن البعض قد يسعد لوجود شبه بينه و بين نجم مشهور ، و لكن الحال يختلف مع عبد المحسن الذى يشبهه الناس بباسم يوسف ، و هو لا يستلطفه على الإطلاق ، قائلا : لا أحب سخرية باسم يوسف اللاذعة و أشعر أنها زائدة عن الحد . و مزح بعض الأصدقاء مع عبد المحسن مقترحين عليه أن يقوم هو الآخر ببرنامج ، فضحك قائلا : باسم يعمل برنامج و يأخذ ملايين و احنا اللى بنأخذ الملاليم ، متابعا أنه يعمل منذ الصباح الباكر و حتى منتصف الليل و كل ذلك بمرتب شحيح لا يكفيه هو و أسرته . كان حلم عبد المحسن قبل قدومه لشارع المعز أن يصبح مقاول كوالده ، و يتزوج و يكون أسرة ، و لكن كان للقدر رأيا آخر ، فعمل عبد المحسن بالشركات و المصانع و الأسواق حتى ألقى به القدر فى شارع المعز ليحظى بشهرة ليست من نصيبه . و تابع عبد المحسن الشهير بباسم يوسف البالغ من العمر 41 عاما أن حتى حلمه بالزواج لم يتحقق سوى مؤخرا ، و هو يعيش الآن بمصر القديمة مع زوجته و أولاده رميساء و محمد ، قائلا أنا أصلا من المنوفية ، و ردد المثل ضاحكا " لو حطوا منوفى و حية فى كيس .. تطلع الحية تستغيث " . حينها ضحك الحاضرون و اقترحنا عليه إن كنت من المنوفية فكرسى البرنامج لا يليق بك ، بل كرسى الرئاسة ، فرد بضحكته المعهودة قائلا : " اللى يفكر فى الحكم واحد دماغه تعبانة .. يكفى أن فى 90 مليون فرد فى رقبته هيتحاسب عليهم ".