روت رميساء رمضان – إحدى شاهدات العيان على مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية – شهدتها على المذبحة قائلة : إن المعتصمين لاحظوا أن هناك شيء غريب قبل بدء اقتحام ميليشيات الانقلاب الميدان وأنه فور شعورنا بالخطر مع أول قنبلة غاز مسيل للدموع اتجهنا الي شارع أنور المفتي ووجدنا كل المداخل مغلقة وكذلك أبواب العمارات وشاهدنا أشخاص كثيرين قتلوا ورؤوس متفجرة. واضافت رميساء خلال شهادتها في الحقلة الثالثة من برنامج "شهود المذبحة" علي الجزيرة مباشر مصر، :" عندما لم نجد اي مكان نختبأ فيه وسمعنا صوت الرصاص وقفنا في مدخل إحدى العمارات التي لم يكن لها باب اصلا حتي الساعة 7.40 دقيقة صباحاً وهو الوقت الذي تم قنص فيه حبيبة عبد العزيز الصحفية التي كانت تقوم بتصوير المذبحة". وتابعت :" كل الشباب الذين كانوا يقفون بجوار المنشآت العسكرية قتلوا لانهم لم يجدوا ساترا أمامهم يحميهم من رصاص وقناصة قوات الانقلاب" وأكملت رميساء شهادتها : "عندما وقف إطلاق النار قليلا وكثر عدد المصابين بدرجة تفوق التصور نادت المنصة بأن كل المستلزمات الطبية انتهت من المستشفي الميداني ومن يستطيع ان يتسلل للشوارع الجانبية ويأتي بمستلزمات من الصيدليات القريبة يفعل، وبالفعل أحضرت أنا ومجموعة من البنات مستلزمات طبية وعندما توجهت إلي هناك وفي عودتي الي المستشفي الميداني وجدت اسماء البلتاجي مصابة ولكن يبدو انها كانت بحالة مستقرة لأنها عندما رأتني تحدثت معي وهي في صبر تام وابتسامة رقيقة وجلست معها قليلا ثم اعطيت المستلزمات الي الاطباء" . واستطردت قائلة:" عندما خرجت من باب المستشفي رأيت الدكتور البلتاجي علي باب المستشفي الميداني وقلت له ياعمو اسماء كويسة وان شاء الله ستشفي من تعبها ولكن وجدته يبكي بابتسامات الصبر فعلمت ان اسماء قد استشهدت وعلي وجهه ابتسامة ثابتة جدا". وواصلت رميساء حديثها عن يوم مجزرة الفض قائلة :" خرجت الي شارع انور المفتي وكان ضرب الرصاص الحي قوى جدا ورايت قناصة اعلي العمارات ورايت شهيد لم أر مثله بهذه الصورة فقد تفتت راسه وخرج المخ من الجمجمة، ووصلت الي طيبة مول ورايت الشباب قد أقاموا مستشفي ميداني صغير في مدخل إحدى العمارات وكان الشباب يحمل المصابين ولم نستطيع ان ننقذ الشباب واستشهد اكثر من 30 شهيد امامنا دون ان ننقذهم ، وكان هناك ضرب بوحشية من قبل الجنود، وعندما شاهد الشباب الجنود يأتون نحونا قالوا للفتيات أهربوا وتركنا مصابين كثر لم نستطيع حملهم وأعتقد أنهم اصبحوا شهداء ". وأضافت :" في الساعة الواحدة والنصف ظهرا وصلت مسيرة حاشدة جدا الي الميدان لدعم المعتصمين ولكن الجيش منع المتظاهرين من الدخول، وعندما اشتد ضرب ميليشات الانقلاب ضد المعتصمين السلميين قابلنا طفل اسمه محمود لا يتجاوز سن طالب في المرحلة الاعدادية وقال لنا ادخلوا العمارة بسرعة ثم ادخلنا الشقة لأن الجيش كان يضرب بصورة بشعة، وعندما دخلنا الشقة اخرجت الكاميرا لكي اصور المشاهد، ولكن احد الجنود شاهدني فصوب باتجاهي الرصاص وكاد أن يقتلني واقتحم الرصاص الشقة بصورة كثيفة ، وبعدها بفترة قليلة عندما انتهي الرصاص مع الجنود قمنا بالخروج من الشقة اعتقاداً منا أن الضرب قد انتهى ولكن في الحقيقة أن الجنود كانوا يستبدلون فقد الطلقات التي انتهت بأخرى ، وبعدها قابلنا طفل في سن الاعدادي أيضاً من سكان المنطقة اخرجنا الي بعيد عن الميدان عن طريق الاعتصام . وأوضحت رمسياء :" عندما خرجنا من الاعتصام باتجاه ميدان الساعة وجدنا قناصة علي العمارات تقوم بتصويب الرصاص علي كل من كان في الشوارع وعندما اختبأت اصبت بخرطوش في قدمي" وأكملت :"في تمام السادسة والنصف مساء يوم الفض كان معي ست فتيات وكنا نسير بسرعة وجدنا عمارة في الشارع الرئيسي وصعدنا علي السطح واختبئنا خلف الاخشاب وصعد خلفنا الجنود يبحثونا عنا وقاموا باعتقال ثلاث بنات من الستة الذين كانوا معي لانهم كانوا مصابين وظللنا أعلي العمارة حتي الساعة العاشرة مساء بعد هدوء الشارع والقضاء علي كل المتظاهرين وحرق الميدان والجثث وبعدها خرجنا ". وأختتمت رمسياء شهادتها قائلة :" الجنود كانوا يتعاملون معنا وكأنهم في حرب مع يهود وليسوا معتصمين سلميين خرجوا ليدافعوا عن حقهم في الشرعية ، فلم يكن همهم القتل بل القتل والحرق والاعتقالات واخذ سبايا لماذا حدث ذلك لا ندري باي ذنب قتل هؤلاء وفعل بنا كل هذا" .