سيدة مسنة تحكي ل "محيط " قصصا مثيرة وحكاوي فتوات زمان صفاته .. قوي وشجاع ويعلم كل صغيرة وكبيرة بمنطقته تحول تدريجيا إلى بلطجي وقاطع طريق الفحلة وسكسكة وأم جموس أشهر الفتوات في مصر في الماضي كانت "الفتونة" أدباً وأخلاقاً فكان من يطلق عليه فتوة المنطقة رجل يتصف بالشهامة والشجاعة والقوة والثبات على الحق ، يمكن أن تصفه بالبديل الحقيقي للبوليس الشعبي الذي يحمى المواطنين . ولقد تحولت شخصية الفتوة في زمننا هذا من الشجاعة والوقوف مع الحق إلى امتهان البلطجة والخسة، وستجد أن جميع فتوات العصر الحالي إما عاطل ومسجل خطر الفتوة والوزة المسروقة حاولنا البحث عن بدايات الظهور والانتشار للمسمى في مصر فقابلنا الحاجة " سعاد على " البالغة من العمر 85 عاماًوالمقيمة بإحدى المناطق العشوائية بحي السيدة زينب والتي تعتبر شاهدة على عصر " الفتوات الجدعان " وحكت لنا عنه قائلة : الفتوة كان قديما رجلا يتصف بالقوة والشجاعة والحق ينصر المظلوم ويتصدى للظالم ويعيد لكل ذي حق حقه ، و كان كل منطقة فتوتها الخاصة بها، وهوحامي لأهل المنطقة وهو الذي يعيد الحق لأصحابه . وتروي "سعاد " إحدى قصص الفتوات التي ظلت متداولة بين أجيال متعددة قائلة : إن لصا قام بسرقة وزة من سطح أحد الجيران في الحي الذي تعيش فيه ، وقام صاحب الوزة بإبلاغ فتوة الحارة عن السرقة ، فعرف الفتوة من سرقها وأعاد الوزة لصاحبها ، فالفتوة يعلم كل كبيرة وصغيرة عن أهل منطقتهويمكنه معرفة من يقوم بالسرقة. وأكدت "سعاد" أن هذا الزمان ليس زمن الفتوات فالفتوة تحول من حامي للمواطنين لبلطجي وقطاع الطرق، مشيرة إلى أنهم انتشروا بأعداد كبيرة بعد الثورة. الفتوة قديماً جسدت السينما المصرية شخصية الفتوه في بعض الأفلام القديمة مثل "الحرافيش ، التوت والنبوت" وصورته رجلا مفتول العضلات يساعد المحتاج ويعطف على المساكين وعندما تصله صرخات النساء يهب لنجدتهن قبل أن يكررن النداء، ونستطيع أن ندرك قيمة الفتوة ومنزلته عند الناس في ذلك الوقت خاصة أنه كان لكل حارة فتوتها الخاص بها و الذي يدافع عن حقوق أهلها ويجمع المال من أغنيائها ليعطي فقراءها وكل ذلك بمساعدة سلاحه الوفي "النبوت" الذي كان يحمل كرامته والذي إذا سقط سقطت معه كرامة الفتوة نفسه. نظام الفتوة للفتونة نظام متبع وليس عملاً عشوائياً بل ينظمه قواعد وقوانين متعارف عليها وتعتبر بمثابة قوانين ملزمة للجميع منها ، إذا ما ارتكب إحدى رفيقين جريمة قتل فإن رفيقه "البريء" يتبرأ منه أمام جميع "الفتوات" و إلا خرج من دائرة حماية الفتوة وأصبح معرضا لأي خطر . و إذ قام الفتوه بقتل أحد من أولي قربه وأصدقائه سقطت فتوته ووجب آخذ القصاص منه فإن كان القتيل أحد مساعدي الفتوه أوعونا من أعوانه، فان القاتل تسقط فتوته فورا ويقتص منه وبذلك أصبحت الفتوة حركة منظمة ذات قواعد قانونية وأسس أخلاقية. سيدات أعتلين عرش الفتونة والست ب 100 راجل لم تقتصر مهنة الفتونة على الرجال فقط بل انضمت النساء إلى عام "الفتونة" واعتلين عرشها، بل و تغلبت عليهم في بعض الأوقات ، وكان لهن باع طويل في طرق فرض السيطرة مختلفة عن أساليب الفتوات الرجال ومن النوادر والغرائب في عالم الفتونة أن هناك نساء قهرن الرجال بقوة عضلاتهن وشدة بأسهن، ومن هؤلاء الفتوات النساء "عزيزة الفحلة" فتواية حي المغربلين في الإسكندرية و"سكسكة" فتواية الجيزة و"حسن" الشهيرة بأم جاموسة فتواية السيدة زينب والتي كانت تتاجر في" الكرشة"، وغيرهن من نساء فتوات تغلبن على الرجال ولهن قصص عجيبة وروايات طريفة في عالم .