استنكر ناشطون إعلاميون سوريون، تصريحات بابا الفاتيكان فرانسيس حول قتل وصلب شابين مسيحيين في سوريا، مشيرين إلى أن المصلوبين الاثنين هما من "الإسلاميين"، وكانا يعتزمان شن هجمات ضد تنظيم "داعش" في محافظة الرقة، شرقي البلاد. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية عبر "سكايب"، قال محمد الناصر الناشط الإعلامي في الرقة: "إن المصلوبين يتبعان فصيلا إسلاميا مناوئا لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش"، لم يسمّه، وقام الأخير بإعدامهما وصلبهما الأسبوع الماضي في ساحة النعيم، وسط مدينة الرقة، مركز محافظة الرقة؛ بتهمة "تفخيخ وتفجير سيارات تابعة له". وفي سياق متصل، قال الناشط الإعلامي أبو بكر وهو اسم وهمي اختاره خوفاً من ملاحقة "داعش" له: "إن كلام البابا وغيره يساهم في تصوير الصراع في سوريا على أنه "حرب طائفية بين متشددين إسلاميين وأقليات بشكل يدعم رواية النظام في هذا الخصوص". وفي تصريح ل "الأناضول"، ردّ الناشط سبب خروج تصريحات البابا بهذه المعلومات المغلوطة، إلى ضعف إعلام "الثورة" والتكتم الإعلامي الذي يفرضه "داعش" على الرقة معقله الأساسي في البلاد؛ ما يساهم في ترويج الشائعات وتمرير أجندات بعض وسائل الإعلام "المغرضة والمعادية للثورة"، لم يحدد أياً منها. وأمس الجمعة، عبر البابا فرانسيس، عن حزنه لخبر تداولته وسائل إعلام، لشابين تم صلبهما في مدينة الرقة، على يد تنظيم "داعش". ونقلت وكالة الأنباء الكنسية "آسيانيوز" عن البابا في عظة أثناء قداس أقامه: "بكيت عندما رأيت خبراً في وسائل الإعلام عن مسيحيين يصلبون في بلد ليس مسيحياً"، في إشارة إلى سوريا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، قال: "إن تنظيم "داعش" أعدم، الثلاثاء، سبعة أشخاص، ثم قام بصلب اثنين منهم في مدينة الرقة". وقال المرصد: "إن السبعة الذين تم اعدامهم بإطلاق النار عليهم اتهمهم التنظيم ب "تفخيخ وتفجير سيارات تابعة لها". ونقل المرصد عن نشطاء في المدينة، قولهم: "إن عناصر "داعش" قرروا ترك المصلوبين لمدة ثلاثة أيام وذلك ليكونا "عبرة للناس"، كما وضعوا لوحات كرتونية على صدريهما مكتوب عليها بأنهما كانا ينويان القيام بتفجيرات". ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من تنظيم "داعش"، حول هوية المصلوبين، بسبب السرية التي يتمتع بها، والقيود التي يفرضها على التعامل مع الإعلام. إلا أن ناشطين في المدينة قالوا إن من أعدمتهم "داعش" كانوا من الكتائب الإسلامية التي تحاربه. ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل "داعش" في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم ب"تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام". وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.