يوم أمل فيه كثيرون أن يعلن الفلسطينيون والإسرائيليون، برعاية أمريكية، عن التوصل إلى اتفاق لتطبيق حل الدولتين، لكنه لخيبة أملهم مر كغيره من الأيام، بل وتصل فيه المفاوضات إلى "طريق مسدود". فقبل تسعة أشهر وتحديداً في يوم التاسع والعشرين من تموز/يوليو الماضي، اجتمع المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وأعلنوا عن إطلاق مفاوضات حثيثة يقودها ويتحدث باسمها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، بهدف التوصل إلى اتفاق في يومنا هذا (التاسع والعشرين من نيسان/أبريل) ، غير أن هذا المسعى أخفق كما أخفقت غيره من المساعي التي جرت على مدى 20 سنة ماضية . وإن كان هذا اليوم قد انتهى دون حتى إعلان فلسطيني أو إسرائيلي أو أمريكي عن استمرار المساعي للتوصل إلى اتفاق، فقد بدا أن الأمر الوحيد الذي تقدم خلال الفترة الماضية هو الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. فقد كشفت حركة "السلام" الإسرائيلية، وهي منظمة أهلية مختصة بمراقبة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، في تقرير لها تلقت الأناضول نسخة منه، اليوم الثلاثاء، النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية دفعت مخططات ومناقصات لبناء ما لا يقل عن 13851 وحدة استيطانية في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية خلال فترة الأشهر ال9 من المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وقد أكد الفلسطينيون مراراً على أن العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق هي استمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ورفض إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران /يونيو 1967. وبالمقابل فقد اعتبرت إسرائيل أن السبب الرئيس أمام فشل الجهود الأمريكية هو رفض القيادة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وقبيل الوصول إلى تاريخ التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي، عن تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إثر توقيع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "حماس" اتفاق مصالحة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذهاب إلى انتخابات قبيل نهاية العام الجاري، وهو ما اعتبره مراقبون "نقطة الطريق المسدود". ومع هذا الإعلان الإسرائيلي فقد غادر المبعوث الأمريكي لعملية السلام، مارتين إنديك، المنطقة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي من المرتقب أن تجري في الأسابيع القليلة المقبلة تقييما لما جرى وتحديداً للخطوة القادمة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إذا أردنا أن نمدد المفاوضات فلابد أن يطلق سراح الأسرى ثم نذهب إلى مادة المفاوضات على أساس واضح وهو وقف الاستيطان.. سنذهب للمفاوضات إذا أطلق سراح الأسرى، وإذا تمت الموافقة على بحث موضوع خرائط الحدود في ثلاثة أِشهر، ويتوقف النشاط الاستيطاني بشكل كامل". وأضاف ، خلال إطلاق الاجتماع التأسيسي لصندوق ووقفية دعم القدس، اليوم في رام الله بالضفة الغربية "قد يكون أخطر ما نواجهه الحدود لأن إسرائيل منذ أن أُنشئت لا أحد يعرف أين حدودها ولا يريدون لأحد أن يعرف أين حدودها، ونحن مصممون على أن نعرف حدودها وحدودنا". وبالمقابل فقد صمتت الحكومة الإسرائيلية عن تحديد مطالبها لتمديد المفاوضات.