دعا رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، الأربعاء، الزعماء الغربيين إلى تنحية خلافاتهم جانبا، والتركيز على مواجهة ما أسماه ب"خطر التطرف الإسلامي". كما دعاهم إلى دعم النظام الحالي في مصر والرئيس المقبل في هذه البلد العربي، وذلك في خطاب ألقاه بلير في فرع وكالة أنباء "بلومبرج" فى لندن. وفي كلمته التي نشرها الموقع الإلكتروني لمكتبه، قال بلير، وهو أيضا مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام بالشرق الأوسط، إن الدول القوية يجب أن "تنحاز" إلى طرف بعينه، وتدعم مجموعات "منفتحة العقول"، ودعا الزعماء الغربيين إلى "رفع قضية التطرف الديني الإسلامي على أولوية أجنداتهم". ومضى قائلا: يجب أن تتعاون مع البلدان الأخرى "ولا سيما وروسيا والصين" في مواجهة هذا النوع من التطرف، بغض النظر عن "الخلافات الأخرى". تأتي كلمة بلير في وقت يشهد توترات عالية بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا. وحذر من أن التهديد الذي تشكله الرؤى المتطرفة التي "تشوه وتلوي رسالة الإسلام الحقيقية تنتشر في جميع أنحاء العالم". وأشار إلى أنها "تزعزع استقرار المجتمعات بل والدول، وتقوض إمكانية التعايش السلمي في عصر العولمة". وأضاف: "في مواجهة هذا التهديد، يبدو أننا مترددون بشكل يدعو للاستغراب في أن نعترف به وعاجزون عن مواجهته على نحو فعال". وحث القادة الغربيين على إعادة النظر في "عبث" إنفاق مليارات الدولارات للحماية من أيديولوجية يجري "دعمها في مدارس ومؤسسات البلدان (لم يحددها) التي تربطهم بها علاقات أمنية ودفاعية وثيقة". ولفت إلى أن "بعض من تلك البلدان بطبيعة الحال ترغب في التحرر من قبضة هذا الفكر، لكن في كثير من الأحيان يكون من الصعب بالنسبة إليها القيام بذلك في ظل قيود سياسية خاصة بهم". وأشار إلى أن "هذا الصراع بين ما قد نسميهم منفتحي العقول، ومغلقي العقول هو في صميم ما إذا كان القرن الواحد والعشرين ينحو تجاه التعايش السلمي أو الصراع بين الشعوب من مختلف الثقافات". وفيما يتعلق بالشأن المصري، قال إن "مستقبل المنطقة معلق على مصير مصر، وعلينا أن نفهم بوضوح ما حدث". وأشار إلى أن "حكومة الإخوان المسلمين ليست مجرد حكومة سيئة، وكانت تسيطر بشكل منهجي على التقاليد والمؤسسات في البلاد". وأشار إلى أن "ثورة 30 يونيو 2013 لم تكن احتجاجا عاديا، بل كانت نجدة ضرورية للبلاد". وتابع: "ينبغي علينا دعم الحكومة الجديدة ومساعدتها، وهذا لا يعني أنه ثمة أشياء نختلف معها بقوة - مثل حكم الإعدام الصادر بحق أكثر من 500 مصريا - ولا ينبغي أن نتحدث عنها، كما فعل الكثير من المصريين". وأضاف: "لكن هذا يعني أن نظهر بعض الحساسية إلى حقيقة أن أكثر من 400 من ضباط الشرطة، قتلوا بسبب العنف إلى جانب عدة مئات من الجنود". وتوقع أن "الرئيس المقبل سيواجه تحديات غير عادية"، مضيفا: "من مصلحتنا إلى حد كبير أن ينجح". ومضى بالقول: "يجب علينا أن نحشد المجتمع الدولي لإعطاء مصر والرئيس الجديد قدر ما نستطيع من المساعدة، حتى يتسنى لهذا البلد الحصول على فرصة كي لا يعود إلى الماضي ولكن للعبور إلى مستقبل أفضل".