رحبت القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية اليوم الأربعاء، باتفاق وفدى منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "حماس"، على البدء بتنفيذ المصالحة الوطنية، وفق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. فقد أكد واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن الاتفاق المبرم خلال الاجتماع الذى جرى بالأمس واليوم فى قطاع غزة هو ثمرة الجهود المصرية التى بذلت خلال الفترة الماضية والتى توجت بالورقة المصرية الموقعة من قبل كل الفصائل الفلسطينية فى مايو 2011. وقال أبو يوسف "أكدنا أننا لا نحتاج الى اتفاقيات أو حوارات جديدة ولكن نحتاج الى تنفيذ ماتم الاتفاق عليه فى مصر التى بذلت جهودا لإنجاح مسألة إنهاء الانقسام". وأكد أبو يوسف على أهمية البدء فى تشكيل حكومة كفاءات مستقلة برئاسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس وأيضا إجراء الانتخابات العامة ودعوة عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية. من جانبه، رحب قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بهذا الاتفاق واعتبره خطوة هامة الى الأمام، مؤكدا على ضرورة الالتزام الدقيق بتنفيذ بنوده وفقا للجدول الزمنى الذى انطوى عليه هذا الاتفاق وعدم السماح بأية معوقات أو عوامل سلبية تؤثر على مسار التنفيذ كما حدث فى السابق. وأشار /فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط/ الى أهمية هذه الخطوة فى ظل الظروف الراهنة والتحديات الناجمة عن دفع اسرائيل بالعملية السياسية نحو الانهيار ومايترتب عن ذلك من تحديات ومهمات كبرى على عاتق الحركة الوطنية. وفى هذا الشأن أيضا، أوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبى الفلسطينى خالد عبد المجيد أن فصائل المقاومة الفلسطينية ترحب بالتفاهمات التى تجرى بين حركتى "فتح" و"حماس". واعتبر عبد المجيد أن خطوات المصالحة هذه المرة أكثر جدية من المرات السابقة، معربا عن أمله فى أن تكلل بالنجاح لأن المرحلة التى يمر بها الوضع الفلسطينى يتطلب تحقيق وحدة وطنية حقيقية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات بما يمكن هذه المؤسسات من الصمود أمام الضغوطات والاجراءات الصهيونية على الشعب الفلسطينى. وأضاف "الجميع شعر أن ما يجرى الان من حوارات أكثر جدية من المراحل السابقة لان متطلبات المرحلة تستلزم من الجميع أن نرتقى بالمسؤوليات الوطنية وأن نترفع عن كل ما من شأنه أن يعطى هذا العدو الصهيونى أية ذرائع للنيل من الوضع الفلسطينى". أما النائب جميل المجدلاوى، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد وصف ما جرى بالامس واليوم ب"الخطوات الملموسة فى الاتجاه الصحيح والتى بدأت منذ الحوارت الرسمية فى القاهرة. وقال المجدلاوى "هذا الاتفاق ينهى الانقسام ويستعيد الوحدة الفلسطينية التى تشكل أحد أهم شروط صمود شعبنا فى مواجهة العدوان الاسرائيلى وأحد شروط الانتصار على هذا العدوان". وتابع "أمامنا مساحة زمنية طويلة بالمقياس السياسى لأنها مساحة فيها موعد انتهاء المفاوضات مع الجانب الاسرائيلى ومساحة مملوءة بضغوط ستمارس على القيادة الرسمية الفلسطينية من مختلف الاتجاهات خاصة من العدو الاسرائيلى مدعوما بالولايات المتحدةالأمريكية، هذا ما سنواجهه خلال الايام المقبلة لكتنى أعتقد أن شعبنا الفلسطينى قادر على كل هذه الضغوطات وتحويلها الى عناصر لتعزيز الوحدة فى صفوفه". من ناحية أخرى، استقبل الفلسطينيون فى المحافظات الشمالية والجنوبية فى فلسطين خبر التوصل الى اتفاق المصالحة بالفرح وسط آمال بتنفيذه على الأرض. وقال أحد المواطنين من مدينة رام الله "خبر الوحدة الوطنية خبر سار ومفرح على جميع أفراد الشعب الفلسطينى لاننا أنهينا الانقسام الداخلى والصراعات الداخلية وأهم شىء نشكل وحدة وطنية، فليس هناك مواطن فتحاوى أو حمساوى، كلنا أبناء شعب واحد". هذا الفرح ممزوج بطموحات وأمال بتنفيذ الاتفاق فعليا، مثلما أضافت مواطنة أخرى من أبناء الشعب الفلسطينى "أنا كمواطنة فلسطينية لست متفائلة، لأن فى السابق أبرمت اتفاقات عدة فى قطر ومصر ولم يكن هناك اتفاق بين الطرفين، لكن هذه المرة أتمنى تفعيل هذا الاتفاق على أرض الواقع". ويرى آخرون أن المصالحة فى غاية الأهمية خاصة بعد الهجمة الاسرائيلية المستمرة على أبناء الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته، معربين عن آمالهم فى أن يكون الوضع الفلسطينى فى سلام، لا فتح ولا حماس، "كلنا أخوة فى النهاية وضد العدو الاسرائيلى". وكان وفدا المصالحة الفلسطينية فى غزة قد أعلنا عصر اليوم الأربعاء انتهاء الانقسام الفلسطينى، وأعلنا جملة من التوافقات التى تتعلق بتنفيذ المصالحة. وهنأ إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الشعب الفلسطينى بانتهاء سنوات الانقسام، وقال إن وفدى حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية للمصالحة خلال الحوار عملا بروح الفريق الواحد والجميع كان يستحضر اللحظة التاريخية والمسؤولية وما يجب أن تكون عليه النتائج هذه الجولة من الحوار. وجدد هنية التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه فى اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ. وقال هنية "يبدأ الرئيس محمود عباس مشاورات تشكيل حكومة بالتوافق من تاريخه وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة 5 أسابيع استنادا إلى اتفاق القاهرةوالدوحة وقيامها بالتزاماتها كافة. وأكد هنية على ضرورة تزامن الانتخابات التشريعية الرئاسية والمجلس الوطنى ويخول الرئيس بتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع القوى على ان يتم إجراء الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة على الاقل وتتم مناقشة ذلك فى لجنة تفعيل المنظمة فى اجتماعها القادم. وفيما يخص المنظمة، قال انه تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية فى غضون خمسة أسابيع من تاريخه والتأكيد على تواصل اجتماعاتها. كما ينص الاتفاق على الاستئناف الفورى لعمل لجنة المصالحة المجتمعية استنادا إلى ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة، كما تم التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة بملف الحريات العامة وضرورة استئناف عملها وتنفيذ قراراتهما. يذكر أن مصطلح "الانقسام الفلسطينى" ظهر فى صيف 2007 عند تشكيل سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، إحداهما تحت سيطرة حركة فتح فى الضفة الغربية والاخرى تحت سيطرة حركة حماس فى قطاع غزة، وذلك بعد فوز حركة حماس فى الانتخابات التشريعية فى مطلع عام 2006. ومنذ هذا التاريخ، نشأت أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للإنتقال السلمى للسلطة وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينة للحزب الذى كان تقليديا ومنذ توقيع إتفاقية اوسلو يمسك زمام الحكم الذاتى الفلسطينى: حركة فتح. وفى يوم الأربعاء الرابع من شهر مايو عام 2011 ، وقعت الفصائل الفلسطينية فى القاهرة على الورقة المصرية (وثيقة الوفاق الوطنى للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطينى) وأقيم احتفال موسع بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية حينئذ ، عمرو موسى ووزير خارجية مصر نبيل العربى ورئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل. لكن لم تنفذ بنود هذه الوثيقة المصرية على أرض الواقع وظل هناك فريقين فلسطينيين حتى جاء اليوم 23 ابريل 2014 ليعلن إسماعيل هنية طى صفحة الانقسام الفلسطينى.