- الربيع أخرج مصر وسوريا من دائرة صنع القرار - الأزهر لم يقم بدور كاف تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد القدس - نطالب بحقنا في زيارة الأقصى - نرفض فتوى رفض زيارة الأقصى تحت الاحتلال - تسييس الفتوى لصالح أي حزب غير جائز شرعا - فوضى الفتاوى آفة يعانى منها العالم الإسلامي طالب الدكتور هايل داوود وزير الأوقاف الأردني الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وجميع قيادات مؤسسة الأزهر الشريف بإعطاء اهتمام أكبر لما يحدث بالقدس من انتهاكات للمقدسات الإسلامية والدينية مؤكدا أن الأزهر لم يقدم طرحا جديا تجاه كل ما يحدث من انتهاكات و تعدِ على المقدسات . وأكد وزير الأوقاف الأردني خلال حوار "محيط" معه على هامش المؤتمر الثالث والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ،أن الربيع العربي لم يكن ربيعا ولكنه خريفاً على الأمة العربية ، حيث أخرج دولاَ محورية من دائرة صنع القرار و الفعل والتأثير في العالم العربي مثل سوريا ومصر، الأمر الذي جرأ العدو الإسرائيلي على انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في فلسطين. هل ترى دورا للقنوات والمؤسسات الإعلامية في محاربة ما سمي بدعاوى وفتاوى التكفير ؟ بالفعل وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيرا في انتشار الفتاوى المتطرفة ،خاصة أن هناك بعض القنوات الإعلامية تستضيف أناس يحملون فكراً متطرفاً وتعطي لهم الحق في الحديث ونشر فتاواهم على الملأ ، ومن هنا فإني أناشد وسائل الإعلام المختلفة القيام بدورها الإيجابي تجاه فوضى الفتاوى . يبدو أنكم عانيتم في المملكة الأردنية من إطلاق مثل هذه الدعاوى فهل تأثر بعض شبابكم بالفكر التكفيري؟ صراعات الفتاوى آفة تعانى منها جميع الدول العربية والإسلامية ،ولازال من بين أبنائنا من يحمل الفكر التكفيري الخطير الخارج عن الثواب ولكن دولة الأردن لديها خطة للتعامل مع هذا الأمر ومواجهته جيداً. أرجع البعض الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للمسجد الأقصى إلى تخاذل وصمت الدول العربية تجاه ما يحدث..فما تعليقكم ؟ بالطبع الاحتلال الاسرائيلى استغل الأوضاع التى تعيشها الأمة العربية وانشغالها بما سمى بثورات الربيع العربي وملفات الشأن الداخلي، عن القضية الرئيسية التي يجب أن يتحد بشأنها العرب، وأنا اسميه خريفا عربيا وليس ربيعا فقد أخرج دولا محورية هامة من دائرة صنع القرار مثل مصر وسوريا والعراق وجعل الأمة العربية تدخل في متاهات كبيرة، ليستفرد العدو الإسرائيلي بفلسطين وبانتهاك المقدسات الإسلامية ،ودولة الأردن بكل إمكاناتها تبذل جهداُ كبيراُ لإنقاذ الأقصى وردع الاحتجاجات الاسرائيلية. لكن لا تستطيع دولة بمفردها فعل شيء، فالتفرق يجبر عدونا على التمادي في الاحتلال،و قضية القدس كنا نعتبرها القضية المركزية للأمة العربية منذ سنوات قليلة لكن الآن لم يعد ذلك موجودا والكل أصبح مشغولا بملفاته و كل دولة لها أولوياتها وملفاتها الداخلية والصراعات السياسية التي تعيشها، أعود وأكرر إن الربيع العربي ترك الوطن العربي متصارع وأبعدنا عن القدس . ما رأيك في دور الأزهر تجاه الاعتداء على المقدسات الاسلامية؟ دوره جيدا ،لكن أطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وجميع قيادات مؤسسة الأزهر الشريف بإعطاء اهتماماً أكبر ضد ما يحدث للقدس والمقدسات الإسلامية ،لأن له اليد العليا و الكلمة المسموعة في هذا الشأن ، وكان الأزهر دائما مسئولا عن هموم الأمة و المقدسات الإسلامية خاصة في قضية القدس ، ولكن الأزهر لم يقدم ما هو مطلوب منه تجاه ما يحدث فى القدس من انتهاكات ومن تعدي على المقدسات ، كما يجب على جميع المؤسسات الإسلامية في العالم أن تقوم بدور أكبر نحو هذه المشكلة الخطيرة. حدد لنا الدور الذي يجب أن يلعبه الأزهر الشريف تجاه ما يحدث في المنطقة ؟ أتمنى أن يلعب دوراً قوياً من خلال التعاون والتواصل مع جميع المؤسسات الإعلامية والدينية لمواجهة الاعتداءات على القدس والمقدسات الإسلامية والمسلمين في العالم. فمن خلال تعاونه مع جميع الدول العربية والإسلامية يجب أن يوجه جهود وعلماء الأمة إلى التوحد ومنع إصدار الفتاوى الخاطئة خاصة فتوى عدم زيارة المسجد الأقصى والإدعاء بأن زيارة الأقصى في وجود الاحتلال الإسرائيلي يعتبر تطبيعا مع الكيان الصهيوني ، فزيارة الأقصى واجب على كل مسلم و لا تعنى إقرارا بالاحتلال لكنها أرضنا ومقدساتنا ويجب أن نزورها ، إلى جانب الدور المهم الذي نقوم به في رفع معنويات أهلنا هناك بزيارتنا لهم علاوة على أننا نؤكد للعالم أنها أرضنا ومقدساتنا، فيجب أن نرابط فيها ودور الأزهر مطلوب تجاه هذه الفتوى ونطالبه أيضاً بالسماح لجميع المسلمين بزيارة الأقصى وعدم اعتباره تطبيعا . ماعلاقة الفتوى بالتكفير؟ الفتوى بغير علم مرتبطة بالتكفير لان معظم من يحمل الفكر التكفيري غير مؤهلين تماما للفتوى فالقضايا والفتاوى الكبرى تصدر عن مؤسسات رسمية كدور الإفتاء والأزهر والمجامع الفقهية المعتمدة و المؤسسات العلمية والفقهية الإسلامية ولا ينفرد بها عالم وحده ، كما نطالب بالفتوى الجماعية ،ولكن هناك قضايا فردية لا تحتاج إلى جهة رسمية معينة لإعطاء حق الإفتاء فمن حق أهل العلم أن يفتوا فيها حتى لا يكون هناك تضييق عليهم ولا حجر على عقول الناس. هناك العديد من العلماء يفتى لصالح اتجاه وأحزاب معينة ويستخدم الفتاوى لأغراضهم؟ المفتى الذي يفتى لصالح اتجاه معين مفتي مسيّس ومرفوض تماما والإسلام يتحدث في السياسة ، صحيح أن هناك ربطا بين السياسة والدين في الإسلام لكن إذا تم الإفتاء لصالح تيار سياسي معين فمن يفعل ذلك يلوى عنق النصوص الدينية لصالح تيار معين وهذا الأمر مرفوض . ما تعليقك على المشهد السياسي المصري الراهن ؟ نحن حريصون على أمن مصر واستقرارها والعلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين ومع القيادة المصرية فى توجهاتها و ندعو إلى توحيد شمل المصريين والتقاء كافة التيارات والفئات المتصارعة من أجل طي صفحات الخلاف وبدء صفحة جديدة وتحقيق الأمن والاستقرار وفى النهاية ، ونحن ندعو كل التيارات السياسية إلى النظر إلى مصلحة هذه الأمة .