قال وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، اليوم الإثنين، إن بلاده غير معنية بأي اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين المتواجدين على أراضيها منذ العام 1948، مشيرا الى أن عدم حل هذا الموضوع يهدد السلام ويؤدي لقيام دولة يهودية. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد اعتبر باسيل خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية، تلا خلاله رسالة كان وجهها إلى جامعة الدول العربية، أن توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "يسبب خللا فاضحا في الديموغرافيا وانفجارا يؤدي الى الفرز والتجزئة والتقسيم"، مؤكدا تمسك بلاده ب "الموقف الثابت" لجهة حق العودة ومنع التوطين. ويتخوف لبنان عبر سلطاته الرسمية وقواه الحزبية والشعبية من توطين اللاجئين الفلسطينيين خلافاً لقرارا الهيئة العامة للأمم المتحدة رقم 194 والقاضي بحق الفلسطينيين تقرير مصيرهم لجهة حق العودة. وموقف باسيل، الذي جاء على هامش انطلاق "مفاوضات الوضع النهائي" والتي يرعاها وزير الخارجية الاميركية جون كيري ، شدد على "أن التنازل عن حق العودة يعني إعلان دولة يهودية وبعثرة الشعب الفلسطيني، وأن التسوية هجينة، والسلام في المنطقة مهدد". وأكد أن" لبنان غير معني بأي اتفاق بين فلسطين وإسرائيل" بهذا الخصوص، قائلا أن "أي معاهدة بين إسرائيل وفلسطين لا يمكن أن تنسحب على لبنان". واعتبر أن المبادرة العربية التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002"مجتزأة من القرار الخاص بفلسطين"، داعيا الى "تصحيح هذا النقص"، مشددا على انه كان يجب ذكر رفض التوطين. ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع حصول "النكبة" الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 65 عاماً، يتواجدون في 12 مخيماً منتشرا في أكثر من منطقة لبنانية. وتقدر الأممالمتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا. كما ان موضوع وجود اللاجئين الفلسطينيين يثير لدى شرائح واسعة من اللبنانيين "حساسية ديموغرافية" جراء تدخل بعض المنظمات لفلسطينية المسلحة في وقائع السياسة اللبنانية.