القاهرة: تسلمت أسرة الضابط القطري الذى أطلق الرصاص على شقيقتيه بمنطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة المصرية فقتل شقيقته "عفراء" وأصاب شقيقته "جواهر"،جثته من مشرحة زينهم بعد قرار النيابة بدفنها وتم شحنها علي الطائرة المتجهة إلي قطر لدفنه بمقابر عائلته هناك, حيث قام بعض أفراد العائلة ومنهم نجل عمه ويدعي الحميدي عبيد المري, ونجل شقيقه جابر علي محمد الفهيدي بتسلم الجثة والعودة بها إلي موطنة . وجاء ذلك في الوقت الذي غادرت فيه عائلة الأم المصرية دار النعيم حسين عبدالهادي والدة المجني عليها عفراء والمصابة جواهر منزلهم بمنطقة أرض اللواء وكذلك باقي أفراد العائلة المقيمين بالمنزل نفسه بعد تلقيهم تهديدا من نجل عم الضابط القطري في اتصال تليفوني بأنه سوف ينتقم ويثأثر لابن عمه. وبحسب صحيفة "الأهرام" قد تم تشكيل فريق بحث لمراقبة أسرة الضابط القطري الذين حضروا للقاهرة, خوفا من قيامهم بتنفيذ أي جريمة جديدة ضد أفراد أسرة قاتل ابنهم, وكذلك السيدة دار النعيم ونجلتها, خاصة أن أفراد أسرة القتيل حضروا للقاهرة, حيث يقوم فريق من المباحث الجنائية بالجيزة علي بتأمين المكان خوفا من ارتكاب أي جريمة جديدة. وعلي جانب آخر تمكنت أجهزة الأمن بالجيزة بالاشتراك مع قطاع الأمن العام من تحديد محل إقامة نجل عم الضابط القطري الذي قام بتهديد خال الفتاتين بالقتل, حيث تبين أنه مقيم بأحد الفنادق بمنطقة شرق القاهرة. وقد روت السيدة دار النعيم والدة القتيلة عفراء والمصابة جواهر رحلة المعاناة التي عاشتها خلال وجودها بالمملكة العربية السعودية عقب وفاة زوجها القطري عام1992 وقيام أسرته باحتجازهم لمدة ستة أشهر ورفضهم عودتهم لمصر إلا بعد التنازل عن ميراثهم, خاصة أنهم كانوا يرون أنهم لا يستحقون هذا الميراث نظرا لأن مستواهم الاجتماعي لا يليق بقبيلتهم الكبيرة, حتي إنهم قاموا باحتجاز جوازات السفر الخاصة بالأم وابنتيها وفشلوا في العودة لمصر إلي أن تمكن أحد أقارب زوجها ويدعي الشيخ سامي من مساعدتهم في الهروب والعودة لمصر, حيث استطاع الحصول علي جوازات السفر وقام بمدهم بالأموال التي تعينهم في العودة، كما قام بحجز تذاكر الطيران لهم وقام بتوصيلهم للمطار حتي اطمأن لعودتهم إلي القاهرة. وعلي جانب آخر حضر أحمد عبدالرحمن حسين زوج الضحية عفراء لتسلم طفليه الصغيرين حيث إنه كان خارج المنزل في أثناء وقوع الجريمة, وتبين أنه كان قد تزوج من المجني عليها منذ 7 سنوات وأنجب منها طفلين أحدهما عمره 5 سنوات, والآخر4 سنوات . أما المصابة جواهر فإنها مطلقة منذ عدة سنوات, حيث كانت متزوجة من أحد الأشخاص ويدعي محمد حسين وأنجبت منه طفلة اسمها إسراء, وقد فجرت الأم مفاجأة عندما أكدت أن الضابط القطري بالإضافة إلي أنه كان يريد الحصول علي ميراثهما فإنه كان يريد تطليق المجني عليها عفراء من زوجها, وكذلك جواهر المطلقة والذهاب بهما إلي بلده حتي يقوم بتزويجهما من أفراد قبيلته بقطر, خاصة أنهم يعيرونه بأن شقيقتيه متزوجتان من أشخاص دون المستوي, وهذا لا يليق بقبيلتهم, وهو ما دفعه في النهاية لإطلاق الرصاص عليهما بعد فشله في الحصول علي المال وعلي الموافقة علي سفرهما معه للمرة الثانية . من ناحية أخرى تكثف أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة بالاشتراك مع قطاع الأمن العام جهودهما للتوصل إلي الحقائب الخاصة بالضابط القطري، وذلك بعد أن تبين اختفاء الحقائب الخاصة به من الشقة المفروشة بعمارات البترول بمنطقة العجوزة والتي كان يقوم باستئجارها، ويرجح أن يكون قد وضع هذه الحقائب بأحد الفنادق القريبة من المطار تمهيدا لهروبه بعد ارتكاب الجريمة، حيث يواصل رجال الأمن العام بالاستعلام من الفنادق عن وجود حجز باسمه . وقد فجر أقارب الضابط القطري مفاجأة بأن قبيلته والتي تقيم بقطر وجزء منها بالسعودية كانت ترفض زواج والده من السيدة المصرية دار النعيم حسين أم الضحية وشقيقتها نظرا لأنهما قبيلة تتمتع بالثراء الكبير وكانت تنظر للسيدة علي أنها من أسرة فقيرة وهو ما أدي إلي وجود خلافات بينهم بصورة كبيرة وأنهم كانوا يتعمدون إهانتها مما دفعها إلي الهرب إلي مصر بابنتيها عقب وفاة الأب, وأن الضابط القطري ظل يتقرب منهن طوال الفترة الماضية حتي يستطيع الحصول علي توكيل منهن إلا أنه فشل وهو ما دفعه إلي ارتكاب الجريمة . على صعيد متصل قرر المتهم محمد شعبان "25 سنة" في التحقيقات بأنه ارتكب الجريمة بدافع الشهامة وخاصة بعد حضوره إلي منزل خالته ووجدها ووالدته يجلسان أمام العمارة وفي حالة بكاء و انهيار شديدين وطلبا منه أن يقتص ممن تسبب في الجريمة, وخاصة أنه علم من الوهلة الأولي أن ابنتي خالته قد قتلا ولم يعلم بأن إحداهما مازالت علي قيد الحياة فأراد أن يثأر في الحال وتوجه إلي المستشفي ونفذ جريمته . وأضاف أنه علي الرغم من أنه يعلم أن السجن مصيره إلا أنه سعيد بقتل القطري الذي حضر خصيصا لقتل ابنتي خالته, ويؤكد المتهم أن الطفلين ابنتى عفراء القتيلة كانا يبكيان وكانت تحتضنهما جدتهما وهما يناديان علي أمهما وهو ما أثر فيه وجعله مصرا علي الانتقام. ومن جانب آخر قام الطب الشرعي بتسليم تقرير الصفة التشريحية الخاصة بالقتيلين حيث أكدت أن الرصاصة التي تم استخراجها من رأس عفراء هي السبب الرئيسي في موتها, وتم استخراج هذه الرصاصة, أما الصفة التشريحية للقطري فقد أكدت أن سبب الوفاة هي طعنتان نافذتان في القلب ومن المنتظر أن يتم تسليم التقرير النهائي لرجال الطب الشرعي إلي النيابة العامة . وأكد خال المجني عليهما حسين محمد حسين أنه حضر اللقاء مع القطري وابنتي شقيقته والذي استمر لأكثر من ساعتين وعندما فشل في إقناعهما بعمل توكيل له فوجيء به يخرج المسدس فظن أن ذلك تهديدا منه إلا أنه أطلق الرصاص عليهما.