حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة " فاو" (FAO)، من مزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي في البلاد، في حالعدم تقديم دعم عاجل للمزارعين والرعاة في السودان. وقالت المنظمة الدولية في بيان لها اليوم الخميس، إن انخفاض حصاد المحاصيل خلال موسم 2013 - 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها دون المتوسط بالمناطق الزراعية الرئيسية، من أسباب انعدام الأمن الغذائي في السودان، حيث هبط إنتاج الحبوب إلى ما يتراوح بين 65 و70 % دون متوسط السنوات الخمس الماضية ، وذلك حسبما ذكرت وكالة "الأناضول". واضافت " فاو" ‘وفقا للبيان، أن الأسعار المحلية للحبوب، واصلت ارتفاعها المطرد منذ مايو/أيار الماضي، لتصل بحلول مارس/آذار 2014 إلى مستويات قياسية في معظم الأسواق، ما قلص القوة الشرائية بقوة للأسر الضعيفة، مشيرة إلي أن أسعار المحصول الرئيسي من الذرة الرفيعة، ارتفعت بنسبة 70% في مارس/آذار 2014، مقارنة بنفس الشهر في عام 2013. وتوقعت منظمة "فاو" بأن أسعار المحاصيل الرئيسية، ستواصل تزايدها بسرعة، من فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران 2014، وبمعدل يتراوح بين 10 و15% في المواد الغذائية الأساسية. وقالت منظمة " فاو"، إن نحو 3.3 مليون شخص يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي والمرجح أن يرتفع الرقم إلى 4 ملايين في غضون الأشهر المقبلة نتيجة لعدة عوامل، منها زيادة الصراع والنزوح في ولاية دارفور، وتحركات اللاجئين من جنوب السودان المجاورة، وانخفاض حصاد المحاصيل، وتزايد أسعار المواد الغذائية. وأضافت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، أن بعض مناطق السودان، من المتوقع أن تتردى الأوضاع فيها إلى مستويات الطوارئ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما يؤدي إلي تفاقم مستويات سوء التغذية الحادة ويجر عواقب وخيمة على الفئات السكانية الأضعف. وقالت المنظمة الدولية، إن من أسباب انعدام الأمن الغذائي في السودان، تجدد العداوات في دارفور( شرق السودان)، إلي نزوح أكثر من مائتي ألف شخص منذ بداية عام 2014، والفرار من مناطق السكنى وفوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد، ولا سيما بولايات دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. وقال الخبير عبدي أدان جاما، ممثل "فاو" في السودان، وفقا للبيان، إن "السودان يمثل أزمة منسية تسير من سيء إلى أسوأ، ونحن بحاجة ماسة الآن إلى ضمان أن يصبح الرعاة الأضعف والمزارعون المتضررون في وضع يمكنهم من استعادة سبل معيشتهم، وإشباع أسرهم، والحد من اعتمادهم على المعونة الغذائية، وإعادة بناء حياتهم". وأضاف ممثل "فاو" بالسودان، أن "نحو 80% من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون على الزراعة لتحصيل غذائهم ودخلهم، وإن لم ندرك مدى خطورة الوضع ونتداركه في الوقت المناسب فلسوف يتدهور إلى ما هو أسوأ بكثير". وتحاول منظمة "فاو" جمع 19 مليون دولار، من الجهات المانحة الدولية، لتنفيذ سلسلة من التدخلات العاجلة في السودان تستهدف ما مجموعه 5.4 مليون شخص، ولم تتلق إلى الآن سوى سبعة ملايين دولار، مما خلق فجوة في التمويل بمقدار 12 مليون دولار. وتعتزم المنظمة إمداد تسعمائة ألف من الأسر الأشد ضعفا بأدوات سبل المعيشة، ويشمل ذلك محاصيل متعددة الأغراض تستجيب ليس فقط للاحتياجات الغذائية الأسرية وإنما تلزم أيضاً لحماية التربة، إلى جانب توفير الأعلاف للثروة الحيوانية بهدف استمرار إنتاج الحليب.