المنامة: كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية أن مملكة البحرين طلبت من الكويت وقف الوساطة مع المعارضة البحرينية، فيما اعلنت المعارضة اعتقال قوات الأمن 250 شخصا وفقدان 44 آخرين منذ بدء الحملة ضد الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ أسابيع. ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة ، لم تسمها، إن "الوقت قد إنتهى للوساطة، والمعارضة البحرينية إستنفدت الوقت الكافي ومطالبها لم تعد مقبولة ولا يمكن مناقشتها أو طرحها على طاولة الحوار". وشددت المصادر على أن البحرين تضع الأولوية الآن لإعادة الهيبة إلى النظام وفرض القانون وأنهما سيكونان العنوان الأبرز خلال المرحلة المقبلة، وعلى كل شخص أن يعرف حجمه الحقيقي، مؤكدة أن "الولاء للوطن وليس للخارج ومن لديه أجندات خارجية عليه الرحيل". ونسبت المصادر إلى أحد أطراف الوساطة الكويتية قوله إن "المهلة الزمنية قد إنتهت والمعارضة البحرينية فوتت عليها فرصة تاريخية وتتحمل مسئولية هذا الفشل مؤكدةً أن دور رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي في الوساطة قد توقف عند هذا الحد. في غضون ذلك ، اعلنت اكبر فصائل المعارضة الشيعية في البحرين الإثنين إن 250 شخصا اعتقلوا وإن 44 فقدوا منذ بدء الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ أسابيع. ونقلت "الاذاعة الايرانية" عن مطر إبراهيم مطر العضو في جمعية الوفاق المعارضة قوله: "إن کثيرا من البحرينيين وغالبيتهم من الشيعة اعتقلوا عند نقاط التفتيش أو في مداهمات لمنازل، وفي بعض الأحيان يتصل أفراد ليبلغوا عن أن ذويهم تغيبوا عن المنزل". وأضاف مطر الذي کان عضوا في البرلمان قبل انسحاب جمعية الوفاق من البرلمان "أن الجمعية لديها 250 حالة اعتقال مؤکدة و44 حالة فقد". وجاء انسحاب جمعية الوفاق بعد أن استخدمت السلطات القوة ضد المحتجين. وتابع مطر "أن اليوم وأمس فقط شهدا اتصال 35 اسرة تبلغ عن فقد الاتصال بذويهم لدى مرورهم من نقاط تفتيش". وقال "إن الجمعية لا تعرف ماذا حل بهم فالسلطات لا تقول شيئا. وفي هذه الحالة تأمل الجمعية أن يکونوا معتقلين". ويشار إلى أن البحرين التي يشكل الشيعة 75% من سكانها تشهد منذ أكثر من شهر تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية حقيقة وجادة ،في مقدمها إقالة الحكومة وتشكيل أخرى تبدأ بإصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقية، ووضع دستور جديد للبلاد يتضمن نظام ملكية دستورية. وقتل خلال هذه التظاهرات العشرات فيما أصيب آخرون بجروح. وكانت المعارضة البحرينية وجهت بيانا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب فيه بحماية شعب البحرين من دخول قوات سعودية وخليجية إلى البلاد، محذرة من خطر شن "حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين" ومعتبرة دخول تلك القوات "احتلالا سافرا". ويذكر أن قوات درع الجزيرة، التي أعلن عن دخول قوات منها إلى البحرين، هي قوات مشتركة تأسست عام 1986 من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان بدأت ب 5000 جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألفا من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل، ويقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية.