النيابة تؤكد استخدام الصرف لتجريب مشروع مياه الشرب بالبرادعة عدلى حسين محافظ القليوبيه القاهرة: لا زالت مشكلة مياه الشرب الملوثة التي تسببت في إصابة عشرات المصريين من قرية البرادعة بمحافظة القليوبة المصرية بمرض التيفود تلقي بظلالها القاتمة على سطح الأحداث في مصر خاصة بعد انتشار المرض في عدد من المحافظات. حيث فجرت التحقيقات التي تجريها نيابة جنوببنها مفاجأة من العيار الثقيل حول كارثة التيفود بالبرادعة ، بإعلانها عن أن مصدر المياه الخاصة بالتشغيل التجريبي لمشروع مياه الشرب بالقرية كان مصرف الصرف الصحي. وحسبما ذكرت صحيفة "الاهرام" المصرية اليوم الاثنين، فقد فشل مسئولو الجهاز التنفيذي لمشروعات المياه والصرف الصحي ومقاول الباطن بالقليوبية في الإجابة عن سؤالين للوحدة المحلية أولهما: من أين جاء المقاول بالمياه في أثناء التجريب, حيث إنه ثابت رسميا أن التجارب بدأت يوم الخامس من مايو الماضي, في حين أن الخزان بالقرية لم يعمل سوي يوم العاشر من مايو. وثانيهما: عن كمية المياه اللازمة للتجريب, حيث يحتاج المقاول إلي1500 لتر مكعب لضخها في المواسير, أي250 سيارة فنطاس, وهو ما لم يشاهده سكان القرية. كما اكتشفت اللجنة المشكلة من قبل النيابة العامة خلال إجراء المناظير الكهربائية علي الشبكات الداخلية وجود آثار للصرف الصحي وكميات من الزلط داخل المواسير برغم غسل الشبكات أكثر من مرة, فضلا عن عدم إتباع المقاول الأصول الفنية في عمليات الردم. التيفود يتوحش كانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق إن مرض التيفود آخذ في الانتشار بصورة أذهلت المسئولين في وزارة الصحة المصرية خاصة بعد ظهور حالات جديدة في محافظات الدقهليةوالسويس لتضاف إلى قائمة المحافظات التي أعلنت عن اكتشاف إصابات مؤكدة بها وهي محافظات القليوبيةوالشرقية والغربية ومنطقة إمبابة بالجيزة. فقد أعلنت مديرية الصحة بمحافظة الدقهلية تسجيل 12 حالة إصابة بمرض التيفود فى الفترة بين يوم 28 يوليو/تموز الماضى، والأول من أغسطس/اب الجارى، وكلهم محتجزون فى مستشفى الحميات بالمنصورة. في السياق نفسه، ارتفع عدد الإصابات بحمي التيفود بمحافظة الشرقية إلي 23 حالة من مراكز أبوكبير وفاقوس ومنيا القمح، معظمهم يتلقون العلاج علي نفقتهم الخاصة منهم 15 إصابة في مركز أبوكبير، إلا أن جميع الحالات ترفض تلقي العلاج بالمستشفيات الحكومية لسوء الخدمة حسبما ذكرت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الدكتور محمد المتيم- مدير عام التأمين الصحي بالشرقية- أن عشر حالات إصابة بالتيفود ترددت عليه في عيادته الخاصة، مؤكدًا وصولهم في حالة إعياء شديد وإسهال وقيء مستمر وارتفاع في درجة الحرارة، من جانبه أكد الدكتور صبحي نجار- مدير مستشفي حميات فاقوس- احتجاز 8 حالات مصابة بالحمي التيفودية، فضلاً عن تدهور حالتهم الصحية وإصابتهم بنزلة قولونية حادة نتيجة الإصابة بالتيفود. وفي السويس، أعلنت مديرية الشئون الصحية عن ظهور أول حالة إصابة بالحمي التيفودية لعامل يدعي أيمن شحاتة- 31 سنة- حيث أصيب بارتفاع شديد في درجة الحرارة وتبين إيجابية العينات المأخوذة منه بالتيفود وجار تلقيه العلاج وحالته الصحية مستقرة. وفى القليوبية، أولى المحافظات التي ظهر المرض بها، كشف مصدر مسئول بمديرية الصحة بالمحافظة عن الاشتباه فى إصابة 21 حالة جديدة بمرض التيفود أمس، فيما تم خروج 26 حالة مصابة بالمرض من المستشفيات، التى يتبقى فيها 55 حالة تتلقى العلاج. وفرضت محافظة القليوبية تعتيما إعلاميا على العدد الحقيقي من المصابين بالتيفود في البرادعة، وسط مخاوف من انتشار واسع للوباء خاصة بعد ظهور عشرات الحالات في محافطة الشرقية القريبة. وكشفت تحقيقات نيابة جنوبالقليوبية عن انحصار المسئولية فى إصابة الأهالى بالمرض فى المقاول الذى نفذ شبكة مياه القرية، ومن جهته قال الدكتور رجب الخولى، مدير الصحة البيئية بمديرية الصحة باستحالة استمرار التلوث بعد عمليات التطهير، التى تمت أكثر من مرة منذ وقوع الإصابات. مشيرا إلى أن استمرار وجود عينات ملوثة يؤكد أن هناك سببا خفيا لم يتم التوصل إليه. مما ينفى التهمة الموجهة للمقاول. على صعيد آخر تبقى معاناة الأهالى مع انتشار مرض التيفود بين أبنائها، وعدم وجود مستلزمات طبية كافية فى الوحدة الصحية المتواجدة بالقرية، إضافة إلى بعد مسافة المستشفيات، التى يتم تحويل الحالات المصابة إليها عن طريق الوحدة الصحية، وذلك كله فى ظل استمرار مسلسل انقطاع المياه عن القرية، والذى تسبب فى إغلاق الجوامع الموجودة فى القرية وفقا لما أكده الأهالى. الجدير بالذكر أن كثيرا من الأهالى أكدوا أن المستشفيات، التى يتم تحويلهم مرضى التيفود إليها تقوم بتحويل التشخيص الحالات من التيفود إلى نزلات برد شعبية. في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان عشرات المواطنين المصريين من سكان منطقة أم بيومي في حي شبرا تقدموا ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، مطالبين فيه التحقيق في العيوب الفنية الموجودة بالصرف الصحي التي تنذر بتفشي مرض التيفود بينهم، مثلما حدث في محافظة القليوبية القريبة. وأكد المواطنون في بلاغهم تخوفهم من مناطق ترسيب مياه الصرف الصحي التي أصبحت مكانا لانتشار الأمراض والأوبئة. وأمر النائب العام باحالة البلاغ للتحقيق في الواقعة، لتفادي الوقوع في كارثة بيئية، مثلما وقع بقرية البرادعة في القليوبية