أعلن مصدر مسئول في المعارضة السورية اليوم السبت، مقتل مدنيين اثنين وإصابة نحو 20 آخرين بحالات اختناق في قصف نفذته قوات النظام قبل يومين بالغازات السامة على منطقتين في دمشق وريفها جنوبي البلاد. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال عدنان محمد وزير الصحة بالوكالة في الحكومة السورية المؤقتة :"إن مدنيين قتلا وأصيب نحو 20 آخرين بحالات اختناق شديدة نتيجة قصف قوات النظام، الخميس الماضي، لحي جوبر بدمشق ومدينة حرستا بريفها بالغازات السامة". وأوضح محمد أن القتيلين سقطا في حرستا، في حين أن جوبر لم يسجل فيه وفيات، إلا أن المصابين كانوا متوزعين في المنطقتين التي تسيطر قوات المعارضة على أجزاء كبيرة منها منذ أكثر من عام ونصف، وتحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليها. وأشار الوزير إلى أنه من خلال المعلومات التي وصلت للوزارة من الفرق التابعة لها في المنطقتين، فإن نوع الغازات السامة المستخدمة هي غازات تسبب مشاكل للجهاز التنفسي، والتي لا يوجد علاج إسعافي لها سوى بدعم المريض تنفسياً. وحول كمية أو عدد القنابل التي تم إلقائها على المنطقتين (جوبر، حرستا)، لفت محمد إلى أن المنطقتين تتعرضان منذ أيام لقصف مدفعي وصاروخي عنيف بعشرات القذائف والصواريخ ومن الصعب على الفرق غير المتخصصة تحديد أي من تلك القذائف يحمل غازات سامة وأي منها لا يحمل. في سياق متصل، أوضح الوزير أن الحكومة المؤقتة واللجنة المتخصصة ب"توثيق استخدام قوات النظام للأسلحة غير التقليدية" التابعة لها، ستخاطب بعد استكمال توثيق الحالات لجان حقوق الإنسان الدولية والأخرى المتخصصة بالتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية لاتخاذ خطوات معينة، دون أن يحدد موعداً للمخاطبة أو ماهية الخطوات التي تستطيع تلك اللجان القيام بها. ويحتاج التحقق بشكل "جازم" من استخدام الأسلحة الكيميائية أو الغازات السامة، وتحديد نوعها إلى اختبار الحمض النووي أو ال (DNA) للمصابين، وذلك من قبل خبراء مختصين في هذا المجال، بحسب ما ذكر بروفيسور سوري متخصص في الفيزياء النووية. وفي تصريحات سابقة ل"الأناضول"، قال البروفيسور، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن الطبيب الذي يستقبل الحالة يستطيع أن يحدد "بشكل أولي" تعرض المصاب لغاز سام أو سلاح كيميائي، لكن تأكيد ذلك بحاجة ل"تحليلات واختبارات أكثر تعقيداً". وتداول ناشطون معارضون، الخميس الماضي، مقطع فيديو لشخص قالوا إنه من حي جوبر الدمشقي مصاب بالاختناق بسبب تعرضه للغازات السامة يقوم مسعفون بمحاولة إنعاشه بالأوكسجين والمحاقن الطبية. ووجه النظام السوري، نهاية الشهر الماضي، رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن الدولي بخصوص تخطيط "مجموعات إرهابية مسلحة" لاعتداء بسلاح كيميائي في حي جوبر بدمشق، مستنداً إلى ما قال إنه "رصد لاتصالات لاسلكية بين مسلحين بهذا الشأن". وحذّر بدر جاموس الأمين العام ل"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الأربعاء، من أن "النظام السوري قد يكون على مقربة من تنفيذ هجوم كيميائي جديد". وقال جاموس في بيان للائتلاف، إن "الرسالة التي أرسلها النظام للأمم المتحدة، والتي تقول إن مجموعات مسلحة من المقاتلين تخطط لهجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق، تدل على تخطيط سابق ونية مبيتة من جانب النظام لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين السوريين".