"خمسون عاماً من الحضور المتجدد"؛ حول هذا العنوان أُقيمت احتفالية كبرى بمسرح قصر ثقافة أسوان للاحتفال بالكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد شهدها اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتى نظمتها الإدارة العامة للثقافة العامة بحضور د. رضا الشينى نائب رئيس الهيئة، محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى، عبد العزيز العقاد نيابة عن أسرة العقاد، د. محمود الضبع أمين عام الاحتفالية ولفيف من الصحفيين والمهتمين بالعمل الثقافى بالمحافظة. بدأت فعاليات الاحتفالية بإزاحة الستار عن تمثال نصفى للعقاد قام بتصميمه الفنان أحمد عبد العزيز وذلك بمركز العقاد الثقافى، ثم نُظمت مسيرة ثقافية للحضور حتى قصر ثقافة أسوان. وفى كلمته قدم عبد العزيز العقاد الشكر والتحية لكل من ساهم فى هذه الاحتفالية مشيراً إلى اهتمام المحافظ بتطوير هذه الاحتفالية فى الذكرى الخمسين للعقاد ،كما قام سعد فاروق باسترجاع الكثير من المواقف والأحداث الخاصة بحياة وأدب ومواقف العقاد، مؤكداً على تأثيره الكبير على التجربة الأدبية المصرية ومشيراً إلى أنه كان مرتبط بهموم وطنه بشكل عملى بالرغم من كونه شاعراً وأديباً وفيلسوفاً، وقد دفع ثمن تلك المواقف. وفى كلمته أكد د. محمود الضبع أن هذه الاحتفالية تأتى لتقف أمام منجز وميراث العقاد على اختلاف حقوله المعرفية، فى محاولة لربط الماضى بالحاضر, وتتبع آثاره وتأثيره على الواقع الآنى, وبحث امتداد هذا التفاعل خارج حدود القطر المصرى, ليس فقط فى إطار الثقافة العربية، بل وتأثير مؤلفاته ومنجزه الفكرى فى الثقافة الغربية "المانيا وبريطانيا وإيطاليا"، والشرق الأدنى "اليابان والصين" مشيراً إلى أن العقاد يعد واحداً من بين أفذاذ قرؤوا حاضرهم عربياً وعالمياً، ودقوا نواقيس الخطر عبر معالجتهم لقضايا تبدو آثارها السلبية اليوم، وعلى الواقع العربى وطرائق تفكيره وموقعه الإنتاجى والحضارى بين الأمم الأخرى. كما وصف الشاعر سعد عبد الرحمن فى كلمته الكاتب الكبير الراحل بأنه جامعه تمشى على قدمين، فقد قرأ فى مجالات متنوعة يندهش الكثير من الناس عند معرفتها مثل قراءته للكثير من الكتب التى تتعلق بعلم الحشرات، وأكد على أن الاحتفال بعباس محمود العقاد هو احتفال بمجموعه من القيم التى يجب تعهدها بالرعاية وزرعها فى نفوس النشأة، كما شبهه بالخبيئة الأثرية التى كلما كُشف جانب منها نعرف أننا عثرنا على كنز، وأن هناك الكثير من الجوانب التى تحتاج إلى جهد الباحثين للكشف عنها، وأعترف عبد الرحمن بأن هذه الاحتفالية لم تستطع أن تفى بكل ما تعهدنا به العام الماضى وتعهد بأن تكون هناك إضافات قيمة فى الأعوام القادمة عندما تتحول لاحتفالية دولية يشارك بها كُتاب عرب وأجانب. وفى كلمته رحب محافظ أسوان بالضيوف فى رحاب المحافظة صاحبة التاريخ والحضارة والفنون والمستقبل الزاهر، مؤكداً على أن أسوان بلد المعجزات ومشيراً إلى أن أولى هذه المعجزات هى تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى أما المعجزة الثانية فهى عباس محمود العقاد، مؤكداً على شجاعة العقاد والتى كان لها أكبر الأثر فى الواقع السياسى من خلال سلسلة من المعارك الفكرية للتأكيد على الحرية، وأن الاختلاف فى الفكر لا يعنى التفكيك، وأننا فى هذه المرحلة الفارقة فى أمس الحاجة إلى التعمق فى كتاباته للتأكيد على روح المواطنة والتماسك أمام الإرهاب لتحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو. أعقب ذلك تبادل المحافظ ورئيس الهيئة للدروع، كما أهدت الهيئة درع العقاد إضافة لدرع المحافظة إلى أسرة العقاد وتسلمها نيابة عنهم عبد العزيز العقاد، إلى جانب درع العقاد من الهيئة وميدالية المحافظة لكل من د. فريد عبد الظاهر، د. أحمد حسين الطماوى. وبحسب بيان الهيئة، فقد تلا ذلك تكريم الفائزين من الأطفال فى المسابقة الثقافية حيث حصل على الجائزة الأولى مناصفة كل من فاطمة سيد أحمد عن بحثها "رأى العقاد فى السياسة" وأحمد حمزة عن بحثه "رأى العقاد فى المرأة"، وفى مجال تلخيص أحد كتب العقاد حصل على الجائزة الأولى مناصفة كل من أصالة مصطفى عن تلخيصها لكتاب "عبقرية محمد"، آية على حسن عن كتاب "حياة المسيح"، وقد تكونت لجنة التحكيم من الأديب أحمد أبو خنيجر، د. هيثم الحاج على , د. محمود الضبع. ثم عُرض بعد ذلك فقرة من لقاء تليفزيونى أجرته المذيعة أمانى ناشد مع العقاد بعنوان "حكايات مجهولة يرويها العقاد"، أعقبها تقديم العرض المسرحى " قمبيز" تأليف الشاعر الكبير الراحل أحمد شوقى.