قال مصدر مسئول بقطاع الموارد المائية إن درجة عكارة مياه النيل في الحدود الآمنة بين 10 إلى 20%، وأنها (أي العكارة) تتراجع تدريجيا وستختفي خلال ال24 ساعة المقبلة. ودعا المصدر المواطنين لعدم القلق من هذه العكارة، مؤكدا أنها ظاهرة طبيعية وليست تلوثا صناعيا، وأن تقنيات المعالجة والتنقية بروافد ومحطات مياه الشرب قادرة على التعامل معها. وأكد المصدر في تصريحات صحفية اليوم الأحد أنه حينما تزيد درجة العكارة عن الحدود الطبيعية (أكثر من 30%) فإنه يتم وقف دخول المياه للمحطات والاعتماد على بدائل أخرى لضخ المياه. من جانبه كشف المهندس محمد بلتاجي رئيس مصلحة الري أن تغير لون مياه النيل إلى الأصفر جاء نتيجة وصول مياه السيول المحملة بالطمي من محافظات الصعيد إلى القاهرة، حيث بلغت نسبة العكارة في بادئ الأمر 25 % ثم تراجعت اليوم بصورة كبيرة عنها أمس، ومن المتوقع أن تختفي خلال الساعات المقبلة. وكانت محافظات الصعيد قد تعرضت لموجة من الأمطار والسيول بلغت ما يقرب من 60 مليون متر مكعب من المياه التي تسربت للنيل حاملة معها رمال وأتربة من أعلى قمم الجبال، ما تسبب في عكارة النيل وتغيير لون المياه إلى الأصفر، واستغرقت ما يقرب من 10 أيام لتصل إلى القاهرة، حيث تم صرفها عن طريق المخرات في الترع والمصارف المتفرعة من النيل وقد حولته إلى اللون الأصفر نتيجة سقوطها من مناطق جبلية وبالتحديد جبال البحر الأحمر، وحملت في طياتها رمال وطمي لونه أصفر نتيجة قوة اندفاعها، ما أدى لاختلاطها بمياه النيل وتحولها إلى اللون الأصفر. وكان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري قد قال إن النتائج المعملية أكدت أن هذه العكارة لا تؤثر علي الصحة العامة للمواطنين، مؤكدا أن تحول مياه النيل من اللون الأزرق إلى الأصفر بسبب الطمي المصاحب للمياه لا يقلل جودة المياه ولا يضر بالأراضي الزراعية، بل على العكس فإن هذه المياه المخلوطة بالطمي "جيدة" للتربة الزراعية وخاصة فئ الأراضي "الطينية"، حيث تساهم في تفكك جزيئاتها، مشيرا إلى أن هذا الطمي هو الذي ساهم في بناء دلتا النيل على مدار التاريخ.