توصلت دراسة حديثة إلى أن الأعراض الأولية لسرطان الحلق أو الفم المعروف أيضاً بسرطان البلعوم من تورم الرقبة أو التهاب الحلق أو صعوبة البلع تختلف نسبها في المرضى إذا كان السبب هو فيروس الورم الحليمي البشري. وينشأ سرطان الفم والبلعوم في الحلق، خاصةً في اللوزتين أو قاعدة اللسان، ويعتبر التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية، إلى جانب العدوى المزمنة مع سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري، مما يؤثر على الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج والفم وفقا لما نشره موقع "هيلث". وأكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنه في كل عام يتم تشخيص حوالي 8.400 حالة مصابة بسرطان الفم والبلعوم المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشرى، وقد اشتكى الخبراء من أن التغييرات في ممارسات الجنس عن طريق الفم لديها الكثير لتفعله حيال ذلك. وأوضح الدكتور تيرى بوم كبير الباحثين في الدراسة الجديدة والمتخصص في سرطان الرأس والعنق في جامعة "ساوت كارولاينا" الطبية في "تشارلستون"، أن هذا المرض انتشر في صغار السن والأشخاص الأصحاء الذين لا يدخنون، وأضاف أنه هناك نقص في الأبحاث الخاصة بالأعراض الأولية للمرض. وقد بدأ فريقه فحص سجلات 88 مريضاً تم تشخيص إصابتهم بسرطان الفم والبلعوم بين عامي 2008 – 2013، فكانت الأعراض الأكثر شيوعاً هو وجود تورم في الرقبة في 71 حالة منهم. وكان نصف هؤلاء المرضى لديهم "كتلة في الرقبة" بينما 18% فقط منهم هم الذين يعانون من سرطان فيروس الورم الحليمي البشري السلبي. وكان في المرضى الغير مصابين بعدوى فيروس الورم الحليمى البشرى، بوادر أولية أكثر شيوعاً، حيث اشتكى أكثر من النصف من التهاب الحلق، و41 % من صعوبة في البلع. وفي المرضى الذين يعانون من السرطان المرتبط بالورم الحليمي البشري فإن هذه الأعراض كانت أقل شيوعاً حيث 28 % التهاب في الحلق و10% منهم عانى صعوبة في البلع. وقالت ماريا ورشام، مدير الأبحاث في قسم طب جراحة الرأس والعنق بمستشفى هنري فورد، إننا بحاجة لإجراء دراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج، حيث معنى ذلك أن وجود تورم في الرقبة يجعل الناس تعتقد بأن لديهم سرطان. وأشار دينيس كراوس مدير مركز أورام الرأس والرقبة في مستشفى "لينوكس هيل" بمدينة "نيويورك"، إلى أن هناك لقاحان ضد فيروس الورم الحليمى البشرى الأكثر شيوعاً والمرتبط بالسرطان، حيث يوصى الخبراء أن يُطعم بهما الأطفال بين عمر 11 و 12 سنة، والفتيات والنساء حتى عمر 26، وللفتيان والرجال من عمر 13 وحتى 21 سنة. ولاحظ كراوس أن اللقاحين "جارداسيل" و"سيرفاريكس" لا يمنعا العدوى عن طريق الفم ولكنهما يستهدفان سلالة فيروس الورم الحليمي البشري المرتبطة بسرطان الفم والبلعوم بالذات.