اللواء الأحمر يتهم صالح ب "تدبير مكيدة" لاغتياله واشنطن: بعد الانباء التي تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن اليمني في صنعاء وتعز والحديدة ، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة "تدين بقوة" اعمال العنف الحكومية ضد متظاهرين في اليمن. كما دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الحكومة اليمنية إلى التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل ردا على سؤال حول احتمال تعليق المساعدة العسكرية لليمن "على حد علمي، هذا غير مطروح، ونحن نتابع الوضع عن كثب. الأمور تتطور بسرعة كبيرة". وأدان موريل في المقابل استمرار أعمال العنف في اليمن والتي ادت إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في العاصمة صنعاء ومدينة تعز. وقال المتحدث إنه كلما مر الوقت سيزداد الموقف صعوبة، و"لهذا نحث الحكومة على التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن". ومن جانبه ، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه "مصدوم من الانباء التي تحدثت عن سقوط قتلى واصابة جرحى جدد في اليمن" خلال اليومين الماضيين. ودان هيج، في بيان صدر عنه وزارة الخارجية "العنف الاعمى" الذي تمارسه قوات الامن اليمنية ضد المتظاهرين في تعز والحديدة وصنعاء، داعيا الرئيس صالح للوفاء بعهوده في ضبط النفس والاعتدال في استعمال الذراع الامنية. وطالب هيج السلطات اليمنية "التحرك باقصى سرعة للتجاوب مع المطالب المشروعة للتغيير السياسي في البلاد وتطبيق الاصلاحات الضرورية". واوضح البيان ان "عملية انتقالية طويلة قد تفاقم من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتؤدي الى موجات جديدة من العنف لا طائل منها". وقال هيج: "على الرئيس صالح ان يقول بوضوح انه مستعد للبدء فورا في عملية شاملة للانتقال السياسي"، داعيا الى وضع خريطة طريق من اجل "انتخابات حرة ومتوازنة". وساطة خليجية ووسط رفض قاطع من قبل المعتصمين في اليمن لأي وساطة لا تنص على رحيل صالح فورا ، تسلم الرئيس اليمني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء دعوة دول الخليج لعقد حوار بين الحكومة اليمنية والمعارضة في العاصمة السعودية الرياض. وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن صالح التقى مساء الثلاثاء سفراء السعودية على الحمدان، وسلطنة عمان عبدالله البادي، وقطر جاسم بن عبد العزيز البوعينين الذين نقلوا له قرار الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة وأحزاب المعارضة للاجتماع في الرياض. وأوضحت أن الاجتماع في الرياض "من أجل إجراء مباحثات تكفل الخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته، وان الرئيس "رحب بوساطة الأشقاء". ولم يعلن حتى الآن إن كانت أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) قد تلقت الدعوة بشكل رسمي، في حين أعلن الرئيس الدوري لأحزاب المشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان ان أي موقف لهم لن يتحدد حتى يتسلموا الدعوة بشكل رسمي. وأعلن إئتلاف شباب الثورة السلمية رفضه المطلق للمبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي في شأن جمع الحكم والمعارضة على مائدة الحوار السياسي في الرياض. وأكد في بيان أن "أي مساع لا تحقق المطلب الأساسي للشباب في عموم محافظات الجمهورية والمتمثل برحيل الرئيس فوراً ستكون مرفوضة". ونوهوا بانه "لا وصاية لأحد على هذه الثورة التي تمثل إرادة الشعب اليمني الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والصمود". اشتباكات عنيفة الى ذلك ، أكدت مصادر طبية لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات يوم الثلاثاء بين أنصار الحزب الحاكم وجنود الفرقة المدرعة الأولى في صنعاء الى ستة قتلى بعد وفاة أحد الجرحى في المستشفى متاثرا بجروحه. وتقول المصادر إن القتلى أربعة من وفد قبلي كان يقود وساطة بين الرئيس واللواء علي محسن الأحمر واثنان من جنود الفرقة المدرعة. وتقول الرواية الرسمية للحادث إن وفدا قبليا يضم وجهاء من قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس واللواء علي محسن الأحمر قابل الرئيس صباح اليوم في (دار الرئاسة) في اطار وساطة قبلية للتوفيق بين الرئيس واللواء علي محسن. وقال بيان صادر عن مكتب الأحمر ان "الأمر يبدو محاولة لاغتيال محسن ومجموعة من شيوخ القبائل". اضاف البيان انه عندما حضر اللواء محسن الأحمر لمقابلة الوجهاء ظهرت في سماء الفرقة طائرتا ميغ 29 في وضعية قتالية. وقال إن القوات الموالية لصالح باشرت على الفور بإطلاق النار على شيوخ القبائل وأفراد الفرقة المدرعة وباتجاه المكان الذي وصل اليه اللواء علي محسن ومعه الوسيط أحمد إسماعيل أبو حورية. ولليوم الرابع على التوالي ، تستمر التظاهرات الحاشدة في مدينة تعز جنوب اليمن، وانطلق عشرات الالاف من المتظاهرين من عدة اتجاهات بما في ذلك من خارج ساحة الاعتصام للمطالبة باسقاط النظام، باتجاه مبنى المحافظة في وسط المدينة. على الصعيد نفسه قال شهود عيان ان تعزيزات عسكرية من الحرس الجمهوري وصلت الى هذه المدينة، تحسبا لوقوع اضطرابات هناك، بعد ان وردت انباء عن محاصرة المتظاهرين للمباني الحكومية. هذا وذكر الشهود ان الحياة مشلولة تماما في المدينة والمحلات مغلقة. وافاد مراسل "بي بي سي" بأن مسلحين يرتدون ملابس مدنية اعتلوا اسطح بعض البنايات المجاورة لساحة الحرية امس وقاموا باطلاق نار كثيف باتجاه المعتصمين في الساحة. وأصيب عشرات المحتجين بالرصاص مع تجدد اعمال العنف في تعز. يذكر أن قوات من الجيش انتشرت منذ الامس في مدينة تعز بعد انسحاب قوات الأمن. وكان 15 شخصا قد قتلوا وجرح 13 في المدينة الاثنين. وفي مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر هاجم مدنيون يعتقد السكان أنهم من البلطجية المكلفين من قوات الأمن ، هاجموا آلاف المحتجين الذي كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي. وقد قتل ستة أشخاص بالرصاص وأصيب 30 شخصا بطعنات من آلات حادة بينما أصيب 270 آخرون بفعل الغاز المسيل للدموع. وبلغ مجموع القتلى في الاحتجاجات حتى الآن مئة شخص ودعت منظمة هيومات رايتس ووتش الثلاثاء الولاياتالمتحدة وحكومات أخرى الى تعليق إمداداتها العسكرية لليمن.
وفي هذة الاثناء ، حذرت منظمة العفو الدولية من أي اتفاق يسمح لمرتكبي أعمال العنف التي أوقعت عشرات القتلى في صفوف المتظاهرين في اليمن خصوصا يوم الجمعة الدامي الذي سقط خلاله 52 محتجا بالرصاص بالإفلات من العقاب. وقالت المنظمة إن المجتمع الدولي يجب أن يكون أكثر فعالية إذا ما كان سيتسنى لليمنيين أن يحاسبوا مرتكبي عمليات القتل الدموية التي اقترفت في اليمن في الأسابيع الأخيرة. وحذرت المنظمة في بيان لها من عقد أية صفقات سياسية من شأنها أن تمنح الرئيس صالح وأقرباءه أو أي شخص آخر الحصانة من الملاحقة القضائية مقابل تسليم السلطة. وقالت المنظمة إن للحكومة اليمنية سجلا سيئا للغاية في التحقيق مع المسئولين عن عمليات القتل غير القانوني والتعذيب أو إساءة المعاملة، أو تقديمهم إلى القضاء.