بدأ التفكير في إنشاء متحف ومعرض الأحياء المائية المحنطة التابع للمعهد القومي لعلوم البحر والمصايد والذي يقع بجوار قلعة "قايتباي" بالإسكندرية عام 1929 م وافتتح رسميا عام 1966م في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويتمتع المتحف بموقع مميز بالقرب من مدخل قلعة ما جعله محط أنظار السياح والزائرين . قامت شبكة الإعلام العربية "محيط "بالتجول داخل المتحف البحري ورغم صغر حجم المكان وقدم المعروض إلا أن العراقة تبدو علي المكان منذ اللحظة الأولي لدخوله ، بالإضافة إلي كون المتحف يعتبر عمقا تاريخيا لقلعة بحرية من أشهر القلاع الحربية البحرية في تاريخ مصر والعالم العربي. أسماك نادرة كان نشر الوعي العلمي البحري، ودراسة عالم الأحياء المائية، هو الهدف الرئيسي من إنشاء المتحف, فضم مجموعة من الأسماك النادرة، إضافة إلى هيكل عظمى ضخم لديناصور كبير الحجم. ويوجد بالمتحف "دواليب" تحمل مجموعة من الإسفنج بأنواعه المختلفة والقواقع والأصداف وهيكل عظمى لحوت ومجموعة من الحفريات البحرية القديمة، وشعاب مرجانية وقواقع، كما توجد سلحفاة مائية من فصيلة نادرة، يتم عرضها للجمهور لإتاحة الاطلاع على مراحل عملية التحنيط وبداخل هذه "الدواليب" وجدنا لافته تبين الشرح الوافي للمعروضات التي تحتويها. كما توجد مجموعة من الأسماك الغضروفية مثل "الحداية" و"الوطواط" و"الترسة" مع طريقة وضع البيض ثم تغطيته بالرمال لتعود للماء حتى يأخذ البيض دورته ويخرج الصغار. أجهزة البحث في «البحار» وعند تجولنا في المتحف وجدنا عددا من الأجهزة الهامة التي يستخدمها علماء البحار قديما وهى أجهزة تعتبر "متحفية" تم استخدمها من قبل، ومع تقدم التكنولوجيا الحديثة تم تحديث هذه الأجهزة نظرا إلى أهميتها في علوم البحار ومنها علي سبيل المثال : جهاز قياس زاوية المياه جهاز قياس رطوبة الجو جهاز قياس سرعة الرياح جهاز "كلاري" لجمع العينات - بوصلة كبيرة حيث تم وضع هذه الأجهزة في دواليب للحفاظ عليها داخل المتحف. وللأسف الشديد لم نجد عناية بها أو أي ترميم بجانبها أو صيانة لها وهي من الملاحظات التي كان يجب علينا تسجيلها عند تجولنا في المتحف . مراحل «تحنيط» الأحياء المائية وعلمنا من خلال التجول طريقة التحنيط التي تبدأ بتجهيز السمكة وغيرها من الكائنات البحرية ، وتصويرها للاحتفاظ بألوانها الأصلية "الطبيعية" ثم يتم تنظيفها وفرد زعانفها استعداداً لعمل قالب من الجبس لها ثم تفتح السمكة من أحد جانبيها لفصل الجلد عن الجسم، واستخراج اللحم والأشلاء من داخلها بما فيها العيون، والمخ، حتى لا تفسد بعد التحنيط. وبعد ذلك يتم فرد جلد السمكة علي القالب السابق للتحكم في عودتها إلي هيئتها الطبيعية بكامل مقاسها، ثم يتم عمل معالجة لجلد السمكة كيميائياً من الداخل بوضع عجينة تحنط علي جلد وأماكن الزعانف والرأس ثم يتم حشو السمكة سواء بالجبس أو القش أو بالفم حسب نوع السمكة وحجمها، لإعادتها إلي هيئتها التي كانت عليها قبل الفتح. وبعدها يتم قفل مكان الفتح بالخياطة، ويعالج بالشمع بعدها ترفع السمكة من القالب ثم تترك لتجف في مدة أقل من أسبوعين، وأقصاها شهرين، وتجري عملية ترميم للسمكة بعد الجفاف لمعالجة الأماكن الخالية بالعجينة، ثم مرحلة فرد الزعانف بالكرتون حتى تجف مع السمكة والمحافظة علي شكلها العام مفروداً، ثم يتم عمل عيون للسمكة من البلاستيك الشفاف وتلوينه ثم يعاد تلوين السمكة بعد موت الخلايا لإعادتها لألوانها الطبيعية وبعدها يتم عرضها للزوار. نزاع «الآثار» و«البحث العلمي» يهدد المتحف بالانهيار في أواخر الستينات حصلت وزارة البحث العلمي متمثلة في المعهد القومي لعلوم البحار على المدخل الأصلي لقلعة "قايتباي" واتخذته استراحة لها، وأصبح فيما بعد متحف المحنطات المائية, كل هذا تم بشكل غير رسمي ودون الحصول على أية مستندات رسمية تثبت تبعية المتحف للبحث العلمي . ويعتبر مدخل المتحف، المدخل الرئيسي للقلعة، وهو جزء أصيل منها ويعتبر من أهم العناصر المعمارية بقلعة "قايتباي" وعلى الرغم من صدور قرار وزاري بإخلاء المتحف وتسليمه إلى هيئة الآثار عام 2001 إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن، وبعد صدور قانون حماية الآثار رقم 117لعام (1983) لإخلاء المتحف ورجوع مقتنياته إلى القلعة، جرت مكالمات بين وزارتي الآثار والبحث العلمي لإخلائه وإجراء الترميمات عليه، إلا أن وزارة البحث العلمي رفضت. وفي الوقت نفسه تم رفع مذكرة للمجلس الأعلى للآثار لإخلاء المتحف لبدء أعمال الترميم، باعتباره واجهة سياحية هامة بقلعة "قايتباي" لا يمكن إهمالها، وهناك العديد من الجهود التي بذلت من أجل حل النزاع بين البحث العملي والآثار، بشأن نقل متحف المحنطات المائية إلي أحد المبنيين المقابلين التابعين لوزارة البحث العلمي. وفي عام 2004 رُممت قلعة "قايتباي" بالكامل، ولم يتم إخلاء المتحف وقتها لعمل الترميمات لرفض البحث العلمي إخلائه، حيث يعتبر المتحف من الداخل متهالك وجدرانه مؤهلة للسقوط والأرضيات الخشبية أصابها الشروخ وإضاءته ضعيفة، وفي 2007 تم تشكيل لجنة لعمل معاينة للمتحف وأوصت بترميمه وإخلائه وتسليمه، وبسبب النزاع القائم بين الوزارتين لم يتم ترميمه منذ فترة الستينيات، ورفض المجلس الأعلى للآثار ترميم المتحف من حساب وزارة البحث العلمي. اقرأ فى هذا الملف * قلعة قايتباى .. تحفة معمارية نادرة على شاطئ المتوسط * مؤسس بمبادرة «انقذوا الإسكندرية» يكشف ل«محيط» مذبحة التراث ونوم الحكومة!! * القلعة فى صور ** بداية الملف