هذا الطفل تائه من يجده عليه الاتصال بهذا الرقم".. عبارة اعتاد المصريون قراءتها في الصحف ومشاهدتها في قنوات التليفزيون المختلفة، ولكن هل يمكن أن تقدم هذه الوسائل الإعلامية نفس الخدمة إذا فقد المصري حيوانه الأليف؟ سأل القائمون على جمعية "إمرو" لرعاية قطط "الماو" ذات الأصل الفرعوني أنفسهم هذا السؤال، فكانت الإجابة لا، ذلك لأن ثقافة الرفق بالحيوان ليست منتشرة في المجتمع المصري بالشكل المطلوب الذي يدفع وسائل الإعلام لذلك، وهو ما دفع الجمعية – مؤخرا - إلى تدشين خدمة توصيل الحيوانات الأليفة التائهة لأصحابها. وقالت أوركيد مدحت مدير الجمعية، لوكالة الأناضول، إن فكرة الخدمة التي يتم تقديمها من خلال الموقع الإلكتروني للجمعية www.emaurescue.org/news_Lost_Missing_Pets.php تعتمد على أمانة الشخص الذي يعثر على الحيوان، حيث سيبادر إلى التواصل مع الجمعية ويمدها بصورة للحيوان ومعلومات عن مكان العثور عليه، بحيث إذا دخل الشخص إلى موقع الجمعية يمكنه التعرف على حيوانه التائه، إن وصلت للجمعية أي معلومات عنه. وحول التوقعات بشأن نجاح الخدمة، توضح أوركيد أن "الأمر قد يبدو مستغربا بالنسبة لجموع المصريين، ولكنه بالنسبة للمهتمين بالحيوانات الأليفة ليس كذلك، ففقد الحيوان بالنسبة للشخص المهتم لا يقل قسوة عن فقد أي شخص عزيز عليه". وأضافت: "من يعثر على حيوان تائه من المهتمين بالحيوانات الأليفة لإدراكه بقسوة الفراق التي يعاني منها صاحب الحيوان، فإنه سيبادر إلى التواصل معنا". واستقبل الموقع الإلكتروني لجمعية "إمرو" ثلاث حالات لحيوانات تائهة منذ تدشين الخدمة قبل أسبوع. و"إمرو" هي جمعية مصرية معنية برعاية قطط "الماو" الفرعونية، وتتخذ الجمعية من فيلا بشارع "9" بمنطقة المقطم، شرقي العاصمة القاهرة، مقرًا لها، ويجد هذا النوع من القطط في الجمعية الرعاية الكافية، من حيث الحصول على طعام صحي، وتطعيمات دورية من الأمراض، وأماكن مريحة للنوم. والماو هم اسم القط باللغة المصرية القديمة، ولذلك يطلق على سلالة القطط ذات الأصل الفرعوني، والتي كان المصريون يبجلونها ويحنطونها وينعونها بعد وفاتها. وتحمل نقوش مصرية يعود تاريخها إلى العام (1400) قبل الميلاد صورًا لهذا القط الذي يتميز بحجمه المتوسط ورشاقته وقوامه الطويل جدًا ورأسه المستدير وأذنيه الكبيرتين وذيله الطويل