قالت صحيفة "هاآرتس"، إن الخلاف القائم بين مصر وحركة حماس الفلسطينية سيؤدي إلى تغير إستراتيجيتها تماما حيال الأحداث في سوريا، مشيرة إلى أن الحركة الفلسطينية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إعادة علاقاتها مع إيران، التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي قد يغير موقف حماس تجاهه بعد فشلها في الحصول على قبول الدول العربية في الآونة الأخيرة. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية خلال تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هناك تقارير ذكرت أن خالد مشعل قائد حماس سيقوم بزيارة لإيران في نهاية الأسبوع الجاري، بعد عامين من علاقات مقطوعة بين النظام الإيراني والحركة الفلسطينية، التي بحسب الصحيفة تمثلت في رفض محاولات مشعل لزيارة طهران، ملمحة إلى أن قطر التي تستضيف مشعل منذ مغادرته للأراضي السورية، هي الراعي لعودة العلاقات بين حماس وإيران. ورأت الصحيفة أن سياسة مصر تجاه حماس اتخذت منعطف دراميا للأسوأ، في أعقاب الصراع السياسي بين جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وما أسمته الصحيفة ب"النظام العسكري في مصر"، الذي أعلن أن الإخوان جماعة "إرهابية"، حيث بدأ الجيش في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي بهدم بعض الأنفاق الموصلة بين قطاع غزة وبين رفح المصرية، إلا أن عمليات الهدم وصلت ذروتها بعد عزل مرسي في يوليو الماضي. وأوضحت أن سياسة مصر أدت إلى تقارب العلاقات بين حماس وإيران، بعد أن شهدت تلك العلاقة توترا ملحوظا على أثر اعتراض مشعل على سياسة الأسد في سوريا، وذهابه إلى قطر، حيث أوقفت إيران دعمها المالي لحماس والمقدر ب23 مليون دولار سنويا، كما توقفت قطر عن دعم حماس ب 400 مليون دولار للتنمية، في أعقاب تدهور العلاقات مع مصر، واتهامها بدعم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وأكدت أن نتيجة ذلك انعكست على عجز الحركة الفلسطينية في دفع أجور أكثر من 40000 موظف في قطاع غزة، وتمويل قواتها الأمنية، فضلا عن ارتفاع ملحوظ في نسبة البطالة التي وصلت ل43 %. وألمحت الصحيفة إلى أن تقارب العلاقات مجددا بين إيران وحماس قد يؤدي إلى تغير إستراتيجية الأخيرة فيما يخص الأزمة في سوريا، وهو ما يعني تحولها لمساندة النظام السوري بقيادة بشار الأسد، الذي تسانده إيران بشكل كبير على حد ذكر الصحيفة.