بلغت حصيلة الاشتباكات التي دارت خلال اليومين الماضيين بين مسلحين حوثيين وقبائل يمنية في مديرية همدان غربي العاصمة صنعاء 17 قتيلاً في صفوف القبائل والعشرات في صفوف جماعة الحوثي، بحسب مصدر قبلي. وأضاف المصدر -حسب وكالة "الأناضول"- أن هدوءً حذر يسود المنطقة اليوم، مشيراً إلى وجود وساطة قبلية من بعض مشائخ همدان وقبائل أخرى مجاورة تحاول إنهاء الاشتباكات ولم تتوصل إلى نتيجة حتى الآن (الساعة 15.10 تغ). وأوضح المصدر أن "الوساطة طلبت من قبيلة همدان تأمين طريق لخروج مسلحي الحوثي من المناطق التي كانوا قد دخلوها، كما اشترطت الوساطة على الطرفين الخروج الى خارج حدود المديرية في حالة أراد أي طرف قتال الآخر وتأمين المناطق الآهلة بالسكان". ولم يوضح المصدر ردود الطرفين حول مطالب الوساطة، مشيرا إلى ان تلك الردود ربما تتأخر بسبب العدد الكبير من الضحايا في صفوف قبيلة همدان. وأضاف أن "العشرات من الحوثيين قتلوا خلال الاشتباكات"، دون ذكر رقم محدد. وعادة ما تتحفظ جماعة الحوثي على أرقام الضحايا في صفوفها حيث لم يشر موقع "أنصار الله" الإلكتروني التابع للجماعة سوى لمقتل ثلاثة من مسلحي الجماعة وجرح مثلهم في بداية الاشتباكات. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية حول الواقعة. وقالت قبيلة "همدان" في بيان صحفي وزع في وقت سابق على وسائل الإعلام ان " هجوم الحوثيين يهدف لإخضاع قبيلة همدان ثم الالتفاف مباشرة للسيطرة على الجبال الغربية المطلة على العاصمة صنعاء تمهيدا لحصارها وإسقاطها". واندلعت السبت اشتباكات بين مسلحين حوثيين وقبليين عندما أطلق مسلحون حوثيون النار على نقطة تقطع قبلية نصبها رجال قبائل في منطقة «ذرحان» بمديرية همدان ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وتكمن أهمية مديرية همدان في سيطرتها على أهم الممرات إلى صنعاء، وللحوثيين أنصارهم في هذه المديرية، وشهدت معارك خاضها الحوثيون ضد القوات الحكومية في مايو 2009 وأخمد التمرد فيها بعد دخول قوات من النخبة (حكومية) في المواجهة. وبات كثير من المحللين والمراقبين يتوجسون من أن تشكل الحروب التي خاضها ويخوضها الحوثيون مع رجال القبائل في محافظتي عمران وأرحب شمالي اليمن ممراً للحوثيين إلى العاصمة صنعاء، خصوصاً بعد سيطرتهم على مناطق جديدة في عمران مؤخرا.