برازيليا : كشف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة عن أن السلطة قد تلجأ في شهر ايلول/سبتمبر القادم الى مجلس الامن الدولي لفرض الوصاية على الاراضي الفلسطينية لتخليصها من الاحتلال الاسرائيلي . وقال عباس ذلك خلال لقاء عقده في برازيليا مع السفراء العرب المعتمدين لدى البرازيل التي وصلها أمس الخميس في إطار جولة بدول أمريكا اللاتينية. واضاف الرئيس الفلسطيني إن مساعي السلطة لحمل الأممالمتحدة على إدانة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية واعتبارِها غير قانونية تم وضعها من أجل ضمان الموافقة الأمريكية . وأشار عباس إلى أن صياغة القرار الذي تقدمت به السلطة إلى المجلس تتضمن نفس العبارات التي تستخدمها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من اجل انتقاد بناء المستوطنات، وقال إنه لا يفهم لماذا تريد الولاياتالمتحدة استخدام الفيتو ضد قرار يتضمن هذه الصيغ في مجلس الأمن. وكانت الولاياتالمتحدة قد رفضت المساعي الفلسطينية ووصفتها بأنها عقبة من أجل السلام وقال رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المرافق لعباس إن الجولة اللاتينية تأتي في إطار جهود السلطة الفلسطينية الرامية إلى حشد الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية في حدود أراضي 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. الى ذلك ، حدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض علاقاتها الخارجية الدكتور نبيل شعث ثلاثة مواعيد تجعل من شهر سبتمبر/ايلول المقبل شهرا حاسما يتطلب وقفة لتحديد الخطوات التالية. ولم يستبعد شعث في تصريحات لصحيفة "الايام" الفلسطينية نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة امكانية التوجه للامم المتحدة للمطالبة بالعضوية الكاملة لفلسطين فيها منوها بالخيارات التي كان طرحها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حال استمرار التعثر في عملية السلام. واكد شعث ان الحركة الدبلوماسية الحثيثة الفلسطينية ستتواصل. وقال "في شهر سبتمبر المقبل تنتهي المهلة التي وضعها الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي قال في سبتمبر الماضي في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة انه في شهر سبتمبر من العام المقبل يتمنى ان يكون هناك عضو جديد في الاممالمتحدة اسمه فلسطين". واضاف شعث الذي يرافق عباس في زيارته للبرازيل "في هذا الشهر تنتهي فترة العامين التي حددتها الحكومة الفلسطينية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وبالتالي تصبح الدولة جاهزة للاعلان وفيه تنتهي مدة العام التي حددتها الادارة الامريكية واللجنة الرباعية الدولية والتي اعيد التأكيد عليها اخيرا للتوصل لاتفاق فلسطيني - اسرائيلي خلال عام بدءا من يوم انطلاق المفاوضات المباشرة في الثاني من سبتمبر الماضي". وتابع شعث "بالتالي فان هذا الشهر اصبح موعد استحقاق حاسما لثلاثة مواعيد حددت سابقا ومن المهم جدا الا تبقى الامور مفتوحة للابد فبعد هذا الموعد نتخذ القرار الذي نراه مناسبا". واشار الى انه عندما تحدث عباس عن البدائل في حال فشل العملية السياسية فانه كان يقول للعالم "هذه البدائل ليست مهمة تحديدا وانما المهم اننا لن نبقى في صندوق دينس روس (المبعوث الامريكي السابق والمستشار الحالي للرئيس الامريكي) ولن نبقى في صندوق عملية السلام فنحن نريد السلام ولكن شروط هذا السلام واضحة ومعروفة". وردا على سؤال ان كان الفلسطينيون قد يذهبون في سبتمبر المقبل للجمعية العامة للامم المتحدة لطرح قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الاممالمتحدة قال شعث "بالتأكيد وانا اعتقد ان ذلك من الممكن ان يأتي قبل سبتمبر فموضوع مطالبة الاممالمتحدة بقبولنا كعضو يجب الا ينتظر حتى هذا الشهر واعتقد اننا كسرنا حاجز خوفنا من طلب الاعتراف بدولة فلسطينية". واكد انه من حق اي دولة ان تعلن استقلالها ولا يوجد اي نص في القانون الدولي يمنع ذلك ومن حق اي دولة ان تعلن اعترافها بهذا الاستقلال ولا تخالف اي قانون دولي عندما تفعل ذلك وبالاستناد الى قرار محكمة العدل الدولية. ورفض شعث اقوال مسئولين امريكيين بان اعلان الدولة الفلسطينية عمل احادي مضيفا "امريكا تقول ان ما نقوم به اجراء احادي ولكن لا توجد دولة محتلة في العالم تقبل ان تناقش حقها في الاستقلال مع المحتل الذي يحتل اراضيها". ومن المقرر أن يقوم عباس اليوم الجمعة بوضع حجر أساس رمزي لسفارة الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها البرازيل بداية الشهر الجاري كما سيحضر حفل تنصيب الرئيسة البرازيلية الجديدة ديلما روسيف غدا السبت. وفي مطلع ديسمبر/ كانون الاول ، اعترفت البرازيل وتبعتها الارجنتين وبوليفيا، بفلسطين "دولة حرة ومستقلة داخل حدود 1967"، اي خطوط ما قبل الحرب العربية الاسرائيلية في يونيو/حزيران 1967 واحتلال الدولة العبرية لغزة والضفة الغربية. واعلنت الاوروجواي انها ستحذو حذو البرازيل في 2011. وفي امريكا اللاتينية، اعترفت حتى الان كل من كوبا ونيكاراغواي وكوستاريكا وفنزويلا بفلسطين دولة مستقلة.