قال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الأحد، إن "من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية، التي تمزق أمتنا اليوم، تصدر أشباه العلماء مواقع الريادة ومنابر الفتيا، واحتلالهم لوسائل الإعلام المتنوعة". جاء ذلك في كلمته، خلال افتتاحه، أعمال المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" في أبوظبي، الذي لذي يستمر يومين، ويجمع أكثر من 250 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم من بينهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وأوضح بن زايد، أن من تلك الأسباب كذلك "غياب صوت العقل، وانحسار مبدأ الاختلاف الذي جبلت عليه الخليقة". وذكرت وكالة "الأناضول" أن وزير خارجية الإمارات طالب "بعودة علماء الدين المشهود لهم بالعلم والفضل والوعي بمقتضيات العصر وتغيرات الزمان ليكونوا في الواجهة"، لكي تعود الأمة إلى صوابها. ومضى بن زايد قائلا، إن "الدين الحنيف جاء لجمع الكلمة وإشاعة المحبة وبث روح الوئام بين الناس على اختلاف دياناتهم وتنوع عقائدهم". وأضاف متوجها بحديثه إلى الحاضرين من العلماء: "إنكم تحملون أمانة التنوير والتبصير؛ فديننا الإسلامي ما فتئ منذ نزوله وسيبقى حتى آخر الزمان إن شاء الله، دينا نورانيا يدعو البشر إلى التبصر والتفكر والتعايش". من جانبه، تقدم شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات على "فطنتها لخطر موضوع السلم والأمن الاجتماعيين، وحاجة العالم الآن إلى إحياء مفهوم السلام العادل، الذي غاب فترة تزيد على نصف قرن". وقال في كلمته أمام المنتدى إنه "آن الآوان لهذا المنتدى الذي يجمع نخبة متميزة من أهل العلم والحكمة والثقافة والرأي، أن يخطو خطوات واسعة وواثقة نحو إحياء مفهوم السلام العادل". وطالب المنتدى بأن "ينشط اليوم وليس غدا، لتعزيز السلم في المجتمعات العربية والإسلامية، وأن يتوسل لذلك بفتح قنوات اتصال مباشر بين العلماء والحكماء، وبين صناع القرار من السياسيين في الشرق والغرب". وحث على "الدعوة إلى ترسيخ قيم السلام والأمان والاخوة والمحبة، عبر برامج الحوار وبرامج تعليمية لتربية النشء والاطفال". ودعا إلى "التحرك فورا من أجل دعوة عامة لعلماء المسلمين، للجلوس بقلوب صادقة ومخلصة، لا تشوبها شوائب المصالح والأغراض والانتماءات الصغيرة التي كانت ولاتزال سببا في تأخر أمتنا العربية والإسلامية". وحذر أنه "ما لم يتفق العلماء على إقامة السلام العادل بينهم أولا، فلا أمل في أن يسوسوا الناس بقيم الحق والخير والجمال". وبحسب وكالة الإمارات الرسمية، فإن المنتدى الذي ينتهي غدا "يناقش القضايا الإنسانية التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة، بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة".