سيطرت قوات روسية، اليوم الأحد، على موقع تابع لحرس الحدود الأوكراني في القرم واحتجزت نحو 30 جنديا بداخله، وفق ما أوضحت مصادر أوكرانية. ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني إنه "تمت السيطرة على قاعدة تشيرنومورسكوي الواقعة غرب شبه جزيرة القرم في حوالي الساعة 0400 بتوقيت غرينتش دون إراقة دماء." وأشار إلى أن القوات الروسية تسيطر الآن على 11 موقعا تابعا لحرس الحدود في شبه الجزيرة التابعة لأوكرانيا. يذكر أن القوات الروسية كانت سيطرت على المنطقة في جنوبأوكرانيا قبل 11 يوما دون إراقة دماء، إذ أن القوات الأوكرانية التي حوصرت في عدد من القواعد لم تبد مقاومة مسلحة. وعلى صعيد متصل، استغل آلاف الأوكرانيين، الذكرى المئوية الثانية للشاعر الشهير تاراس شيفتشينكو للخروج في تظاهرات في العاصمة كييف والقرم للتأكيد على سيادة البلاد. وستنظم تظاهرة في حديقة تاراس شيفتشينكو بكييف، على أن يليها حفل موسيقي في ساحة الميدان الذي شهد التظاهرات التي أدت إلى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وسيشارك القادة السياسيون الجدد بمن فيهم الرئيس الانتقالي أولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك في هذا التجمع الذي يعد اختبار قوة لتأكيد وحدة وسلامة أراضي البلاد وسيادة أوكرانيا. وستجري تظاهرات مماثلة في القرم، تحديدا في سيمرفوبول عاصمة الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي وسيباستوبول، وهو المرفأ الكبير الذي يضم مقر الأسطول الروسي للبحر الأسود. وما زال التوتر كبيرا في شبه الجزيرة حيث يتحدى البرلمان المحلي سلطة كييف، وكذلك في دونيتسك حيث من المقرر تنظيم تظاهرتين أحدهما للموالين لروسيا والأخرى لأنصار السلطات الأوكرانية الجديدة. يذكر أن الآلاف من أنصار التقارب مع روسيا تظاهروا في الأيام الأخيرة في شرق أوكرانيا، خصوصا في دونيتسك وخاركيف. في المقابل تظاهر بضع مئات من أنصار سيادة أوكرانيا السبت في سيمفروبول في حدث نادر بقلب المنطقة الانفصالية التي ستنظم في 16 مارس استفتاء بشأن إلحاقها بروسيا. وبعد فشلهم مرتين الخميس والجمعة، حاول المراقبون الدوليون ال 54 الذين أرسلتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمرة الثالثة السبت من دون جدوى دخول شبه جزيرة القرم التي أصبحت منذ فبراير تحت سيطرة القوات الروسية. واضطر موكب المراقبين المدنيين والعسكريين غير المسلحين للعودة أدراجه عند اقترابه من معبر أرميانسك أحد محورين للطرق يسمحان بدخول القرم، وذلك بعد أن وجه مسلحون ببزات مرقطة أسلحتهم إلى الموكب ثم أطلقوا النار في الهواء ثلاث مرات. وتهدف هذه البعثة التي جاء أعضاؤها من 29 بلدا إلى خفض التوتر في المنطقة.