أفردت صحيفة "الجارديان" مقالا للكاتب مالكوم ريفكينيد تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية يجب على الغرب عدم المراوغة بفرض عقوبات على روسيا". وقال الكاتب في مقاله بالصحيفة البريطانية، إن "الطريقة الوحيدة لجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات حول شبة جزيرة القرم، تكمن في ضرب الاقتصاد الروسي". وأضاف: "إذا نجح فلاديمير بوتين في إعادة رسم خريطة أوروبا على أسس عرقية، وذلك باستخدام القوة العسكرية، فسنعاود الدخول في مرحلة من التاريخ الأوروبي، اعتقدنا أنها انتهت في عام 1945". وأعتبر الكاتب أن الغزو الروسي لشبة جزيرة القرم لا يمثل أزمة لأوكرانيا فحسب، إذ إن هناك تخوفا من أن يتحول الأمر إلى أزمة خطيرة للغرب بأكمله بما فيه المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن الهدف الاستراتيجي لبوتين منذ تسلمه سدة الرئاسة هي استعادة السيطرة الروسية على المناطق المجاورة، وهذا ليس سراً. وأوضح أن روسيا لطالما اعتبرت، منذ أيام بطرس الأكبر أنها تحتاج للسيطرة على جميع الأراضي التي تحيط بحدودها لضمان أمن بلادها. وأشار الكاتب إلى أن أهداف بوتين لا تقتصر فقط على وضع يده على شبه جزيرة القرم، بل السيطرة على أوكرانيا كما أنه لا يتقبل فكرة استقلال استونيا ولاتفيا وليتوانيا. وأكد ريفكينيد أن هناك أدلة تشير إلى أن ألمانياوبريطانيا قلقتان من إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على روسيا لأنها قد تضر بالمصالح التجارية والاقتصادية الخاصة بهما، إذ إن ألمانيا قد تجد صعوبة في استيراد الغاز والنفط اللذين تشتريهما من روسيا، أما بالنسبة إلى بريطانيا فإن صداها سيكون ضئيلاً على القطاع المالي. وأختتم الكاتب مقالته بالتأكيد على أن الرئيس أوباما يحتاج إلى توفير قيادة حكيمة في هذا الوقت، وكذلك أنجيلا ميركل وديفيد كاميرون وزعماء أوروبيين آخرين. وإذا فعلوا ذلك، فسيكون لدينا حل سلمي وعادل للأزمة الأوكرانية. وفي حال عدم التوصل إلى هذا الحل، فإن بوتين سينظر إلى الغرب بازدراء، وسيتحتم علينا جميعاً معايشة عواقب ذلك.