أكد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عبر في كلمته يوم الجمعة الماضي عن حالة أكثرية اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات حزب الله وممارساته في التعاطي معهم على الأصعدة الاستراتيجية والعسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والشخصية. ولفت جعجع حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط، في تصريح له اليوم، إلى أن حزب الله يعتبر ما قام به الرئيس ميشال سليمان بانه تمرد ولذلك اضطر لأن يوجه إليه الملاحظة القاسية. ورأى أن ما جرى مع الرئيس يؤكد نظرة قوى 14 آذار إلى حزب الله وبانه حزب لا يعترف بالمواقع والمراجع الشرعية اللبنانية ويسعى الى تقويض هذه المواقع والمراجع عندما تحاول ممارسة صلاحياتها لقيام دولة فعلية في لبنان. من جانبه، اعتبر عضو ائتلاف قوى 14 آذار النائب مروان حمادة أن حزب الله يحمل حقدا غير مبرر ويخفي ابتزازا وتهديدا للموقع الأول في الجمهورية اللبنانية. وقال حماده في تصريح له اليوم: "إنه لا ينتظر من حزب الله تغييرا في السياسة التي اعتمدها منذ ان تخلى عن المقاومة في مواجهة اسرائيل ليحول اللبنانيين ثم السوريين إلى أهداف في مخطط الهيمنة الإيرانية على بلاد المشرق العربي لينزع عنها سمة الاستقلال وقواعد الديمقراطية ومبادئ الانتماء العربي لمصلحة مشروع الهلال الإيراني". وطالب حماده الرئيس ميشال سليمان بالثبات على اعتماد إعلان بعبدا وبالصمود خصوصا خلال الاشهر المفصلية المقبلة حتى الاستحقاق الرئاسي. وشدد على أن الرئيس سليمان وحده الذي يمثل لبنان مؤكدا أن هجمات حزب الله لن تقلل من وهجه او من صفته التمثيلية داعيا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى التعامل مع طلبات لبنان المحقة في المجالين العسكري والاقتصادي وفي معالجة معضلة نزوح السوريين على أساس أن لبنان كله ما عدا بعض الأصوات الشاذة يقف وراء رئيسه. بالمقابل اعتبر رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أن من المعيب أن يسقط "أحدهم" في لبنان أوراق القوة ويحول البلاد إلى بلد ضعيف ومكشوف أمام الإرهاب وأمام إسرائيل. وقال السيد في تصريح له: "إن هناك بعض المسئولين في لبنان أزعجهم واقلقهم مشاهد التقدم والتفوق ضد الارهابيين والتكفيريين في سوريا وما جنون بعض الشخصيات في لبنان الا مما يرون من مشاهد في سوريا لم يكونوا يرغبون مشاهدتها. كان الرئيس ميشال سليمان قد انتقد بشدة في كلمة له يوم الجمعة الماضي التمسك بمعادلات وصفها بالخشبية والتي تعيق صياغة البيان الوزاري للحكومة في إشارة إلى تمسك حزب الله وحليفته حركة أمل بمعادلة "الشعب والجيش والمقاومة" والتي ترفضها قوى 14 آذار. وقد سارع حزب الله إلى الرد على الرئيس سليمان ببيان قال فيه "أن قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب".