حذرت جامعة الدول العربية من خطورة تصاعد العدوان الاسرائيلي "الوحشي" على مدينة القدس وأهلها ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات "وصلت إلى مرحلة من الخطورة وباتت تهدد عملية السلام وتنذر بانتشار العنف في المنطقة" . وفي التقرير الذي عرضه، مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ، الذي عقده اليوم الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة، بالقاهرة، قال المجلس، إن "التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس والأقصى المبارك، يهدد الأمن والسلم الدوليين"- حسبما افادت وكالة الاناضول. وأضاف، "هذا الأمر يتطلب من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية الراعية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية (التي انطلقت أواخر يوليو) وباقي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية اتخاذ موقف حاسم من الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين من القيادة السياسية والدينية لوقف هذا الاستهتار الإسرائيلي بالمشاعر الدينية للمسلمين والمسيحيين الذين تنتهك كنائسهم أيضاً ويعتدى على رجال الدين منهم". وطالب مجلس الجامعة العربية في تقريره، بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بمدينة القدس كأراض محتلة وأن أي إجراءات بها هي باطلة ولاغية. كما حذر من خطورة "تكثيف الاستيطان في مدينة القدس، ومصادرة الأراضي لإقامة آلاف الوحدات الاستيطاينة". وفي كلمة له في الاجتماع الذي خصص لبحث خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، قال بركات الفرا سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن "وضع القدس خطير، ويستدعي وقفة جادة في ظل محاولات في الكينست (البرلمان) الاسرائيلي لسن قانون بنزع ولاية الأردن على القدس ومنحها لإسرائيل". وأضاف، "المسجد الأقصى مسجدنا، ولا قيمة ولامعنى لوجودنا دونه"، واصفاً اسرائيل بأنها دولة "مارقة تضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط"، متسائلاً في الوقت ذاته عن "جدوى أى مفاوضات وأى سلام في ظل هذه الانتهاكات"، داعياً إلى ضرورة القيام بوقفة جادة أمام الاعتداءات الاسرائلية "التي جاوزت كل الحدود". من جهته، قال عاشور بوراشد، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية -الذي رأس الاجتماع، إن "القدس وما تمثله من قدسية لدى العالم العربي والإسلامي يؤدي المساس بها إلى نتائج غاية في السلبية، وهو الأمر الذي يمكن أن يقوض أي فرصة لتحقيق السلام". وشدد بوراشد على ضرورة التصدي لهذه الهجمة الاسرائيلية "الشرسة" التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى، داعياً الى تضافر كل الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه الانتهاكات على وجه السرعة. بدوره قال أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية، في كلمة له، إن "الخطورة الحالية على الأقصى تعدت كل الحدود، فالمتطرفون اليهود يقتحمون المسجد بمباركة مسؤولين في حكومة اسرائيل في محاولة لجعل القدس موضوعاً دينياً للبدء في خلق واقع جديد بهدف تقسيمه". واقتحمت قوات إسرائيلية، يوم أمس الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى، وأطلقت أعيرة مطاطية وقنابل الغاز لإخراج المصلين والمعتكفين من داخله، ما أدى إلى إصابة نحو 30 فلسطينياً، بحسب شهود عيان. ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين، ويقومون بجولات استكشافية وارشادية بداخله، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين، ما يسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.