تجددت الاشتباكات بين المحتجين المناهضين للحكومة وقوات الشرطة في ميدان الاستقلال بوسط كييف، على الرغم من اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه قيادة المعارضة والسلطات الليلة الماضية. ووفقا لما جاء على قناة "روسيا اليوم" فقد اتهمت وزارة الداخلية الأوكرانية المحتجين باستخدام أسلحة نارية ضد عناصر القوات الخاصة "بيركوت" بشكل مباشر، قائلة إن نحو 23 من أفراد القوات الحكومية أصيبوا برصاص قناص تحن في مبنى الكونسرفاتوار المطل على ميدان الاستقلال. ويقوم المحتجون بحرق مزيد من إطارات السيارات، لفرض ستار من الدخان على الميدان، ويرشقون رجال الأمن بقنابل المولوتوف. ويرد رجال الأمن بإلقاء قنابل ضوئية وصوتية وإطلاق الرصاص المطاطي. وأعلن قياديون في المعارضة من المنصة في ميدان الاستقلال عن استعداد المحتجين لصد أي محاولة لاقتحام الميدان، مؤكدين أنهم يمتلكون جميع الوسائل المطلوبة لذلك. وجاء ذلك بعد عودة الأمور في العاصمة الأوكرانية الى حالة من الهدوء النسبي الليلة الماضية في أعقاب اندلاع الاشتباكات العنيفة الثلاثاء، واستمرت المواجهة المحدودة الأربعاء، إذ طوقت القوات الحكومية جميع مداخل ميدان الاستقلال، بينما نصب المحتجون حواجز نارية من الإطارات المشتعلة للفصل بينهم وبين رجال الأمن. وكانت وزارة الصحة الأوكرانية قد أعلنت صباح اليوم الخميس عن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء الماضي، الى 28 قتيلا. وارتفعت الحصيلة عدة مرات منذ صباح الأربعاء، بعد وفاة عدد من المصابين في مستشفيات العاصمة. وتابعت الوزارة أن 445 شخصا أصيبوا بجروح في الاضطرابات الأخيرة، ونقل 287 منهم الى المستشفيات. ومن بين المصابين الذين نقلوا الى المستشفيات 88 من رجال الأمن و6 صحفيين و4 أطفال وأجنبيان. وكانت وسائل إعلام قد ذكرت أن مواطنا روسياً أصيب في الاضطرابات. وفي وقت سابق أعلنت وزارة الداخلية أن 10 من عناصرها لقوا مصرعهم في المواجهات مع المحتجين. كما لقي صحفي مصرعه الثلاثاء برصاص مجهولين اعتدوا عليه بوسط كييف أثناء الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين. وجاء تجدد الاشتباكات الخميس بعد إعلان السلطات الأوكرانية هذا اليوم، يوما للحداد الوطني على أرواح ضحايا الاشتباكات العنيفة التي جرت في وسط كييف الثلاثاء الماضي. وفي إطار الحداد ألغيت جميع الفعاليات الترفيهية والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية في كافة أنحاء البلاد، وبالإضافة تغيير جدول البث التلفزيوني والإذاعي كي يتناسب مع الحداد، وتنكيس الأعلام على المباني الحكومية.