طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر، من مواليد 15 مايو 1959م قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، قيادي بالجماعة الإسلامية, سجن عام 81 على خلفية اتهامه مع عبود الزمر في اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات, وأطلق سراحه بعدما أمضى في السجن أكثر من 29 عاما. كان طارق الزمر من القلائل الذين واصلوا دراستهم فوق الجامعية، ونال درجة الدكتوراة في القانون الدستوري كأول سجين سياسي ينال هذه الدرجة وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. أعلن عقب إطلاق سراحه بأنه سيواصل العمل الدعوي إلى جانب تكوين حزب سياسي وولوج معترك العمل السياسي العام في مصر. تناقض موقفه من اغتيال السادات تغير مسار حياة طارق الزمر بعد تأثره في نهاية المرحلة الثانوية بالحركات الإسلامية, وشارك في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في أكتوبر عام 1981 خلال العرض العسكري الشهير. أطلق سراحه في مارس 2011 بعفو من المجلس العسكري بعد انقضاء مدة حبسه التي انتهت منذ عام 2001, وأعلن في 16 مارس من نفس العام رضاه بتأييد فكرة اغتيال السادات. ولكن الزمر عاد ليراجع موقفه من عملية اغتيال السادات, وقال إنه لو عاد الزمان للوراء لكان من المعارضين لهذه العملية, وأن الحل السلمي كان الأفضل لإقصاء السادات, كما حدث مع المخلوع مبارك في ثورة يناير. مراجعات لا تراجعات شارك طارق الزمر في مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الاسلامية عام 1997, ونشر كتابه ( مراجعات لا تراجعات ) عام 2008, الذي يبرر ويشرح فيه هذه المبادرة, مما أعطي الكتاب بعدا مهما. وأشار في مقدمته إلي أن المبادرة كانت أول وأكبر نقد ذاتي, وقصد بالمراجعات أي تغيير في الطرق والأساليب التي ثبت عدم جدواها ومواءمتها للزمان والمكان وذلك من خلال التجربة العملية, فهي إعادة تقييم للحركة الاسلامية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية, وتقييم للخبرات المتراكمة لدي الحركة. تحولات فرضها الواقع أرجع طارق الزمر السبب في هذه المراجعات - حسب كتابه - إلي التحولات التي فرضها الواقع الجديد, والتي تتمثل في متغيرات دولية وإقليمية وهي الأحادية القطبية المتمثلة في الهيمنة الأمريكية ثم الحرب الدولية علي الإرهاب والتطرف, ثم الصراع العربي الإسرائيلي.. هدنة مع النظام تمسك الزمر بفكرة عدم الدخول في صراع مع الحكومات والأنظمة الحاكمة, لأن الصراع معها ليس في مصلحة التصدي للهيمنة الأمريكية. وتجلت فكرة إيمانه بالمراجعات والحلول السلمية مع النظام الحاكم وتغير ممارسة الحركة الاسلامية للحياة السياسية عندما تقدم بطلب لترشحه لانتخابات مجلس الشعب عام 2005 رغم انه كان قيد الاعتقال, وأعلن برنامجا سياسيا لخوض المعركة الانتخابية, وأقام دعوي قضائية بعد رفض طلبه فيما يعد إشارة منه لأهمية مباشرة الحقوق السياسية كبديل عن موجات العنف المتلاحقة. كما تقدم بطلب لإدارة السجون للسماح له بالتبرع بالدم لضحايا العدوان الصهيوني علي غزة في يناير عام 2009, وطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح دون أي شرط. الأحداث الأخيرة وقف الزمر مع جماعة الإخوان المسلمين للدفاع عن شرعية الرئيس محمد مرسي, وقال " إن الجماعة الاسلامية تقف ضد دعوات العنف في المظاهرات ولكن دعواتها تفهم بالخطأ, وعلي الشعب المصري الدفاع عن شرعية أول رئيس مدني اختاره الشعب في انتخابات حرة نزيهة." وكان الزمر قد اعتلى منصة رابعة العدوية بعد التغييرات التي صاحبت أحداث 30 يونيو ليعلن أن عودة مرسي للحكم شيء حتمي لا مناص منه, وقال " باطن الأرض خير من العيش علي ظهرها ما دامت قد سلبت الحرية والإرادة." ومنذ فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة اختفى الزمر عن المشهد, ثم ظهر على قناة "الجزيرة مباشر مصر" بعد فراره خارج البلاد خوفا من الملاحقة الأمنية, وقال " إن ثورة 25 يناير تعرضت لمحنة بسبب الأخطاء التي ارتكبها كل من التيار الإسلامي والليبرالي, كما أن الدكتور محمد مرسى الرئيس السابق أخطأ عندما تخيل أن الثورة يمكن أن تحقق أهدافها في ظل مؤسسات الدولة الملغومة بفلول نظام مبارك." اقرأ فى هذا الملف * الغاياتي وقطب ومحمد عطا هل هم ضحايا تحولات الصراع الحضاري * إخوانيون متفرقون لوجه لله * أحزاب الإسلام السياسي "يا خبر النهارده بفلوس بكرة يبقى ببلاش" * خوارج الإخوان وتحولاتهم الفكرية .. ثروت الخرباوي نموذجاً * عاصم عبد الماجد .. أمير الجماعة في المواجهة * البلتاجي... من البرلمان إلي الليمان * صفوت حجازي ..عنتر الإخوان أم لبلب الحكومة؟ *** رئيسية الملف