ينتشر الفيروس المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير عن طريق الرذاذ، ويعمل فيروس أنفلونزا الخنازير على إضعاف الأوضاع الصحية للناس، ولذلك فإن الناس الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يصبحوا عرضة للوفاة والموت أكثر من غيرهم. هذا ما أكده الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال الندوة العلمية التي ألقاها اليوم بقصر "ثقافة مصر الجديدة"، مشيراً إلى أن التطعيمات مازالت عاجزة حتى الآن عن حماية البشر من العدوى بفيروسات الأنفلونزا حماية مطلقة. وأوضح بدران أن الهلع من ظهور فيروس "اتش 1 إن 1 " هلع غير مبرر، حيث ان معدلات العدوى والوفيات طبيعية ومن السهل ويمكن القضاء عليها باستخدام المطهرات المعتادة، مشيراً إلى أن فيروس المرض يستجيب للعلاج ونسبة الشفاء التام منه مرتفعة. المرض ليس وباء يبدو أن الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير لم يبث الرعب فقط في قلوب الكثيرين، بل أنه أثار قلق كل الأشخاص المصابين بضعف المناعة. وأشار بدران إلى أن العدوى بفيروس "اتش 1 إن1 " المسبب للأنفلونزا الموسمية لم تصل في مصر لحالة الوباء وأن سلالة هذا الفيروس أقل خطورة مما كان يعتقد ومعدلات الوفيات الناتجة عن الإصابة به منخفضة جداً مقارنة بأوبئة الانفلونزا السابقة، فالأنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية وهى مرض موسمي شديد العدوى خاصةً في الشتاء وتصل قمة العدوى فيه في شهري يناير وفبراير. وأوضح أن الأنفلونزا تصيب من 5 % إلى 15% من البشر سنوياً، وتحتجز 5 مليون بالمستشفيات سنوياً، كما أنها تتسبب في وفاة 500 ألف شخص سنوياً. كيف تنتقل العدوى أوضح بدران أن الانفلونزا الموسمية تنتقل خلال التلامس اليدوي من الشخص المصاب الى الشخص السليم او من خلال السعال و العطس، مشيراً إلى أن العطس ينشر الرذاذ إلى حوالي 3 أمتار وبسرعة 300 متر / الساعة، وينتج من 40 إلى 50 ألف قطيره بحجم من 0.5 إلى 5 ميكروميتر. كما ينتقل الفيروس عن طريق هواء الزفير أو المخاط خاصةً مع الازدحام وسوء التهويه والتيارات البارده، كما أن الشيشة ناقل جديد لعدوى الأنفلونزا. وتعيش الفيروسات الناقلة للعدوى على الأسطح لعدة ساعات ( المناضد، أدوات المائدة، مقابض الأبواب، الحنفيات، التليفونات). وتتطور الأعراض بعد مرور 3 -5 أيام من التعرض للفيروس، وربما تستمر لأسبوع، وتنتقل العدوى لأشخاص آخرين في خلال ثمانية أيام بدءاً من اليوم الذي يسبق ظهور الأعراض، أو حتى اختفاء الأعراض وإكتمال الشفاء. الأعراض أوضح بدران أن أعراض أنفلونزا "اتش 1 إن 1" هى نفس أعراض أنواع الفيروسات الأخرى من الأنفلونزا، سخونة، سعال، احتقان في الحلق، ألم بالجسد، صداع، رعشة، إرهاق، إسهال. أما الخطورة تبدأ بتدهور الحالة وتفاقم الأعراض وظهور مضاعفات كالإلتهاب الشعبي، الإلتهاب الرئوي، مشاكل قلبية. الأكثر عرضة أوضح بدران أن الفيروس جبان لا يقدر على الأصحاء ويستغل ثغرات المناعة للفتك بالضحايا الذين يتناولون الأسبرين، الحوامل واللاتي وضعن حملهن حديثاً، المسنين فوق 65 عاماً، الأطفال أقل من خمس سنوات، ناقصي المناعة الأشخاص الذين يتناولون مثبطات المناعة خاصةً الكورتيزونات، مدمني المخدرات والكحوليات،المدخنين، المصابين بأمراض الصدر المزمنة، مرضى القلب، مرضى الكلى والكبد والسكر. وأكد أن خلايا الجهاز التنفسس لمرضى الحساسية التنفسية تستقبل فيروسات الانفلونزا بحفاوة وأن مرضى حساسية الصدر هم الأكثر عرضة لمضاعفات الانفلونزا مما يحتم ضرورة الالتزام بعلاج تلك الحساسية خاصة خلال مواسم انتشار الانفلونزا. وأشار بدران إلى أن جسم الإنسان يمتلك ترسانة مناعية طبيعية تشمل جيشاً كبيراً من الخلايا المناعية وملايين الانواع المختلفة من مضادات الاجسام المناعية بما يبعث برسالة طمأنينة بالشفاء لاغلب المصابين بالانفلونزا بشرط ان يعملوا على رفع كفاءة ترسانتهم المناعية من خلال الراحة فى الفراش وتناول السوائل بوفرة والمشروبات الطبيعية والاعشاب المحلاة بعسل النحل والنوم الجيد والحركة المنظمة والبعد عن التدخين. التطعيم ضد الأنفلونزا أوضح بدران أن التطعيمات مازالت عاجزة حتة الآن عن الحماية مائة في المائة من العدوى، ولكنها تقلل من العدوى والوفيات. وتوفر التطعميات ضد الأنفلونزا حماية معقولة ضد سلالات التحصين، لتصبح سارية المفعول بعد 10-14 يوماً، فالتطعيم الحالي يحمي من ثلاث أنواع من فيروسات الإنفلونزا. وأشار بدران إلى أن فيروس الأنفلونزا يتحور كل عام وبالتالي يتغير التطعيم سنوياً، لذا الأبحاث على مدار الساعة لإستنباط تطعيمات جديدة تمنح مناعة أفضل. النحاس يقتل الفيروس أكد بدران أن النحاس له قدرة فائقه على قتل فيروسات الانفلونزا جمعاء في ظرف 6 ساعات، حيث يهاجم النحاس كافه مكونات الفيروسات. كما أن النحاس يوقف نمو العديد من الميكروبات، لذا بدأت المستشفيات الكبرى في الغرب باستخدام مقابض الأبواب المصنوعه من النحاس واستخدام صواني نحاسيه للحد من نقل العدوى بالميكروبات . ووجد أن البكتيريا تنتشر في أنابيب أجهزه التكييف الخاليه من النحاس وتنعدم في الأنابيب المصنوعه من النحاس، كما تبين أن إضافة النحاس إلى مكونات الكمامات التنفسية "الماسكات" يحمي من المخاطر. كما نصح بغسل الإيدي باستخدام ماء نظيف جاري دافئ ويفضل الصابون السائل ولمدة 20 ثانية على الأقل، وإذا تعذر ذلك فالمسح الجيد بمناديل الكحول، وتجفيف اليد بمناديل ورقية تستخدم مرة واحدة، مشيراً إلى أن ماكينات الهواء الجاف غير صحية، وذلك لأنها تزيد من تركيز الميكروبات على اليدين وتدفع الميكروبات من شخص لأخر، كما يجب غلق الحنفية وفتح باب الحمام باستخدام نفس المنديل الورقي، فهناك مليارات من الميكروبات في الحمامات، كالحنفيات ومقابض الأبواب. أغذية ترفع مناعتك أوضح بدران أن الأعشاب توفي أملاح معدنية هامه كالحديد والنحاس والمنجنيز والكالسيوم و الكبريت والبوتاسيم والفسفور ومضادات أكسده متنوعه تقوي المناعة . ونصح بتناول فيتامين "أ" الذي يرفع مناعة الأغشية المخاطية خاصة الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي وأفضل مصادره الرخيصة الجزر والبقدونس . أما فيتامين "سي" غني بمضادات الأكسدة، ورفع المناعة ويحمي من الإلتهابات وأفضل مصادره الرخيصة الجوافة والفلفل الملون والبرتقال و الليمون . وفيتامين "د" هام لكفاءة الجهاز المناعي والحد من كافه الالتهابات والتفاعلات المناعيه، وأفضل مصادره على الإطلاق هى أشعة الشمس والأسماك وصفار البيض والفول السوداني.
