لوّح وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" بأنه لن يشارك في جولة مقبلة ما لم تشهد المفاوضات الحالية تقدماً في التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وقال لؤي صافي المتحدث باسم وفد الائتلاف، للصحفيين: "إذا لم يكن ثمة تقدم على الإطلاق، اعتقد أنه سيكون مضيعة للوقت التفكير في جولة ثالثة". وتنتظر وفدي النظام والمعارضة السورية حسبما ورد بموقع "العربية نت" الإخباري، جلسات طويلة وشاقة في مفاوضات جنيف المتعثرة خلال جولتها الثانية والتي تكشفت حتى الساعة عن نقطتي خلاف مفصليتين. وتنطلق مفاوضات اليوم الثلاثاء، بعد أن ارتأى الوسيط الأخضر الإبراهيمي اختصار المسافات وجمع الوفدين في مواجهة مباشرة. وقالت مصادر في المعارضة: "إن ممثلين لمجموعات مقاتلة في الداخل انضموا إلى الوفد للمرة الأولى، في وقت يرى فيه مراقبون أن على الإبراهيمي أن يتفادى التعثر في التفاصيل. وعلى الجانب الآخر تشبث النظام بأولوية مكافحة الإرهاب ورفض تركيز المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي والتجاوزات على الأرض، حيث قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري: "لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتحدث عن عملية سياسية حقيقية إلا عندما يتوقف القتل والإرهاب، علينا مناقشة جدول الأعمال الذي طرحه جنيف واحد بندا بندا، وصولا إلى كل المشاكل". وأضاف المقداد أن وفده لن يتردد في مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية عندما يحين الوقت المناسب على جدول أعمال جنيف. وفي مسعى إلى رأب الصدع اقترحت روسيا انضمام دبلوماسيين من موسكو وواشنطن إلى وفد من الأممالمتحدة في جنيف، حيث اجتماعات موازية تحت راية الأممالمتحدة لدفع المفاوضات قدما في انتظار لقاء يجمع الإبراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي بحضور مساعدة وزير الخارجية الأمريكي. ويرى المراقبون للشأن السوري إن أفضل سبيل لإنعاش المفاوضات تشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية، بينما يركز الوفدان على الملفات السياسية. وكان اليوم الأول من هذه الجولة شهد استمرارا للخلاف حول الأولويات بين الحكومة والمعارضة بشأن القضايا التي يتعين مناقشتها أولا فيما يحاول الإبراهيمي طرح حلول وسط تحظى برضى الطرفين. حيث التقى الإبراهيمي الاثنين كل من الوفدين على حدة، وحض الطرفين على بحث الملفين الأكثر تعقيدا في المفاوضات "بالتوازي" وهما وقف العنف وهيئة الحكم الانتقالي. وبدأت الاثنين الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، مع ثبات الطرفين على موقفهما، بين سعي دمشق للتشديد على أولوية "مكافحة الإرهاب"، وتركيز المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي و"عنف النظام".